وفي سورية، ماذا نقول لمن يصرون على تسمية جبهة تحرير الشام المولودة من رحم داعش، بالجيش الوطني لتحرير سورية.
و مازالت قنوات فضائية تصر على استعمال كلمة ثورة في وصف ما يجري في سورية الجريحة. و في سورية حوالي 1200 فصيل مسلح يحاربون لاقامة دولة الخلاقة.
و كيف ان عاقلا وراشدا وطنيا يقف في خندق مسلحين إرهابيين قادمين من تورا برا، ويحاربون باسم الاممية الجهادية، والصراخ الايدولوجي الصاخب لمصلحة اسرائيل وامريكا.
و في الجولة الاولى من حرب داعش في سورية وشمال العراق، وبعدما سقطت الموصل. رأينا كيف العودة الى الجاهلية الاولى، واسواق النخاسة ونساء الحرب «السبايا»، وكيف حكم ابو بكر البغدادي الولاية الاسلامية.
الاخوان المسلمين في سورية، وبعدما خرجوا من درعا وحمص وحماة، وضعوا انفسهم في خدمة وتصرف الموساد الاسرائيلي.. وقيادي اخواني سوري محمد عمار قال : ان وصل الاخوان المسلمين الى الحكم في دمشق، فسوف يكونون من اول زوار اروشليم. تركيا تضغط على دمشق لاعادة هيكلة السلطة. ومنح الاخوان المسلمين مساحة وحصة كبيرة في الحكم.
و على ماذا يراهنون اليوم؟ مليارات تتدفق لتسليح واسناد ودعم جبهة تحرير الشام والفصائل المتطرفة. ومن يتصورون أن الظرف الاقليمي والدولي مواتٍ للسيطرة على سورية.
و لا حظوا أن الصراع اليوم بين تركيا واسرائيل على سورية، وبعد سنوات وعشرية من الدم السوري.
الروس وان كانوا مشغولين في حرب وجودية مع الناتو على حدودهم من اوكرانيا. وفي حساباتاهم الاستراتجية الدقيقة، فان خسارة دمشق وحلب لا تقل اهمية استراتجية عن كييف وخاركوف ومدن اوكرانيا.
امريكا واسرائيل لا يمانعون من اقامة دولة كردية. ويريدون لسورية ان تبقى على صفيح ساخن، وفوضى وحروب واقتتال اهلي وطائفي.. ورفع خريطة سورية إلى الطاولة، ولكي يقسم نتنياهو رقاع الخرائط، ويستعيد مجد التوارة في تأويل لا مجد لاورشليم الا بخراب دمشق. الدولة الكردية نحر استراتيجي في خاصرة تركيا. وتهديد استراتيجي ووجودي للدولة التركية. ولكن، يبدو ان اردوغان لم يتعلم من دروس نزاعات وصراعات وحروب الاقليم.
قيام اسرائيل الكبرى او العظمى يتوجب تدمير وسقوط دمشق. من الثوابت الاستراتجية التوراتية في السياسة الاسرائيلية. نتنياهو يمسك باوراق كثيرة على الساحة السورية، وثعابين داعش والنصرة وجيش تحرير الشام يلعبون بأوامر من تل ابيب. الحرب في سورية امتداد لحرب لبنان وغزة. في لبنان المقاومة وحزب الله تحارب اسرائيل، وفي سورية الجيش يحارب اذرع اسرائيل ومشتقات داعش في الاقليم.
امريكا واسرائيل وراء حصار قاتل يطبق على السوريين منذ اعوام، وما يسمى قانون قيصر.
الجيش السوري يستعيد تحرير الجغرافيا المحتلة من جبهة تحرير الشام. ويستعد الجيش السوري الى حرب حاسمة وكبرى.
المشهد السوري يزداد تعقيدا، ولربما أن بداية تغيير النظام العالمي ستبدأ من دمشق، وكما قال الرئيس بوتين.