أخبار اليوم - باستثناء حدوث مفاجآت في اللحظة الأخيرة، أو ما يصفه مراقبون بـ“معجزة”، من المفترض أن تشهد فرنسا اليوم الأربعاء، زلزالا سياسيا نادرا من نوعه، يتمثل في إسقاط حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه من قِبَل نواب تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” لأحزاب اليسار وحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، وهو ما يعد تطورا سياسيا تاريخيا، في حال حدوثه.
بعد يومين من تفعيل رئيس الوزراء اليميني المحافظ ميشيل بارنييه للمادة 49.3 من الدستور (تسمح بتمرير مشروع قانون دون إخضاعه لتصويت البرلمانيين) بشأن ميزانية الضمان الاجتماعي، ستناقش الجمعية الوطنية الفرنسية اليوم الأربعاء، مُذكرتي حجب الثقة عن الحكومة قدمهما تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” لأحزاب اليسار (NFP) وحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف. وتبدو فرص مذكرة حجب الثقة المقدمة من اليسار بعد وعد اليمين المتطرف بالتصويت لصالحها.
فمذكرة حجب الثقة، هي سلاح سيطرة للبرلمانيين، يمكن أن يؤدي، في حال اعتماده، إلى استقالة الحكومة. وقد حدث هذا مرة واحدة فقط في عهد الجمهورية الخامسة الفرنسية، أي في عام 1962. وبما أن الجمعية الوطنية تضم حاليا 574 عضوا، ستكون هناك حاجة إلى 288 صوتا على الأقل لاعتماد إحدى المذكرتين.
ستبدأ بعد ظهر اليوم في قصر بوربون ( الجمعية الوطنية) جلسة الأسئلة التقليدية الموجهة إلى أعضاء الحكومة، والتي قد تشهد اعتماد نص الميزانية بشكل نهائي. وسيتم تقديم الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لجنة مشتركة يوم الثلاثاء بين النواب وأعضاء مجلس الشيوخ إلى الجمعية الوطنية. وفي حال امتنع حزب مارين لوبان “التجمع الوطني” عن التصويت على النص المقترح، وهو ما من شأنه أن ينذر باعتماد نهائي للمادة 49.3، ستتم مناقشة مذكرتي حجب الثقة.
وستتحدث لوبان بعد ذلك باسم حزبها، قبل أن يصعد متحدث من كل مجموعة إلى المنصة للدفاع عن موقف تكتله. وأخيرا، فإن الحكومة من خلال ميشيل بارنييه، سترد على البرلمانيين. وتنص لوائح الجمعية الوطنية على أن كل مجموعة من المجموعات البرلمانية الإحدى عشرة “لديها وقت لا يقل عن عشر دقائق”. تضاف إلى هذه الدقائق الـ110، خمس دقائق أخرى مقررة لنائب لا ينتمي إلى أي مجموعة.
ولذلك، بعد أكثر من ساعتين من النقاش، ربما حوالي الساعة 6:20 مساء، ستقوم رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيت، بدعوة النواب للذهاب والتصويت.
وعلى عكس التصويت على مشاريع القوانين أو القوانين المقترحة، لا يتم التصويت على مذكرات حجب الثقة في داخل القاعة، ولكن في الغرف المجاورة.
مع ذلك، فإن التصويت “علني” بالفعل، إذ سيتم نشر قائمة النواب الذين صوتوا لصالح المقترح على موقع الجمعية الوطنية في المحاضر التالية لإعلان النتائج. وسيصوت النواب أولا على مذكرة حجب الثقة التي قدمتها “الجبهة الشعبية الجديدة”.
وإذا لم يتم اعتماد المقترح، فسيتم دعوة البرلمانيين للتصويت على المذكرة الثانية المقدمة من حزب “التجمع الوطني”. ولكن من المفترض ألا نصل إلى التصويت على مذكرة حجب الثقة الثانية هذه، حيث وعدت مارين لوبان وزملاؤها اليمينيون المتطرفون بالتصويت لصالح مذكرة حجب الثقة الأولى المقدمة من تحالف اليسار. وما لم يكن هناك تحول كبير، فإن حكومة ميشيل بارنييه ستسقط مساء اليوم.