أخبار اليوم - محرر الشؤون البرلمانية - ألقى النائب ناصر النواصرة خطابًا شاملاً حاز على اهتمام واسع، حيث انتقد أداء الحكومة الحالية وسابقاتها، متناولًا تراجع الأداء في القضايا الوطنية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قضايا حساسة تخص الحقوق والحريات.
جيشنا وشعبنا... وتحية لفلسطين
بدأ النواصرة خطابه بتحية خاصة للجيش العربي الأردني الباسل، وللشعب الأردني العظيم، كما وجه تحية للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام. وأكد على أن الشعب الأردني سيظل داعمًا لشعب فلسطين في نضاله ضد الاحتلال.
الوزراء وتقييم الأداء: فشل بلا محاسبة
أثار النواصرة تساؤلات جوهرية حول آلية تقييم الوزراء، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية أعادت توزير عدد من الوزراء الذين سجلوا تراجعًا واضحًا في مؤشرات سيادة القانون، مثل غياب الفساد، والانفتاح الحكومي، وحقوق الإنسان، والعدالة المدنية. وقال النواصرة: "وزراء تراجع أداؤهم في كل هذه المؤشرات ثم يُعاد توزيرهم! هذا يؤكد ذات النهج المتراجع في إدارة الحكومة."
القانون وسقفه المزعوم: انتقائية في التنفيذ
انتقد النواصرة بشدة سياسات الحكومة تجاه نقابة المعلمين، مؤكدًا أن تعطيل النقابة منذ عام 2020 يشكل خرقًا صريحًا للقانون، في الوقت الذي لم تُتخذ فيه إجراءات مماثلة بحق نقابات أخرى رفعت ضدها قضايا. وأشار إلى أن الحكومة أنفقت أكثر من 2.5 مليون دينار خلال خمس سنوات لتغطية نفقات النقابة المغلقة، في حين تستمر دوريات أمنية بحراسة مقراتها. وتساءل: "هل نقابة المعلمين أشد خطرًا على الوطن من القواعد الأمريكية التي تنتهك سيادة الدولة؟"
سياسات الموارد البشرية: أداة لتقييد الموظفين
أعرب النواصرة عن قلقه من التعديلات الأخيرة على نظام الموارد البشرية، معتبرًا أنها تزيد من تسلط المسؤولين على الموظفين، وتستهدف أمن المعلمين الوظيفي من خلال تقليص الإجازات، وتقليص الفرص التدريبية، وإحالة المئات إلى التقاعد المبكر بشكل يخالف قانون الضمان الاجتماعي.
وأضاف أن الفشل في قطاع التعليم تجسد في تراجع مرتبة الأردن في اختبارات التصنيف الدولي، ومع ذلك يستمر تجديد عقود كبار موظفي الوزارة دون تقييم واضح للأداء.
تهديدات الكيان الإسرائيلي: صمت حكومي مريب
تطرق النواصرة إلى التهديدات الإسرائيلية للأردن، مؤكدًا أن الحكومة لم تتخذ أي خطوات جدية لمواجهتها. وقال: "لم نشاهد أي قرار أو إجراء أو فعل أو توجه لمواجهة تهديدات الكيان على أرض الواقع. هذا بحد ذاته مغامرة ومقامرة بمستقبل الوطن وسيادته."
وأضاف أن الاعتماد على الولايات المتحدة لحماية الأردن من الكيان الإسرائيلي هو خيار غير واقعي، إذ أن واشنطن لن تتخلى عن دعمها للمصالح الإسرائيلية.
ثقافة التكريم: ازدواجية المعايير
انتقد النواصرة قيام الحكومة بتكريم فنانين لا يمثلون قيم المجتمع الأردني، في الوقت الذي لم تحظَ فيه أسماء بارزة مثل الفنان موسى حجازين والفنانة جوليت عواد بأي تكريم يليق بمساهماتهم. وأشار إلى أن هذه الممارسات تعكس نهجًا غير متوازن في التعامل مع الثقافة والقيم المجتمعية.
خطة للنهوض الوطني: دعوة للتجنيد الإجباري
اختتم النواصرة خطابه بتقديم رؤية شاملة للتعامل مع التحديات الوطنية، داعيًا إلى وضع خطة وطنية تعبئ طاقات الشباب وتعيد إحياء روح الإنتاج في كافة القطاعات، بما في ذلك إعادة تفعيل التجنيد الإجباري والجيش الشعبي.
رسالة للنظام السياسي: الحوار هو الحل
أكد النواصرة أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل المشكلات الوطنية، مطالبًا الحكومة بالوقوف على مسافة واحدة من كافة الأحزاب. لكنه في الوقت نفسه وجه نقدًا لاذعًا لرئيس الحكومة، معتبرًا أنه لم يأتِ بأي جديد في معالجة الأزمات الوطنية، بل بالغ في طرح شعارات تقليدية دون إجراءات حقيقية.
"عاش الأردن حرًا أبياً، وعاشت فلسطين حرة أبية عربية من نهرها إلى بحرها"، بهذه الكلمات ختم النواصرة خطابه الذي كان بمثابة رسالة قوية للحكومة بأن الشعب الأردني لم يعد يحتمل السياسات التقليدية والشعارات الرنانة، ويطالب بتغيير حقيقي يُترجم على أرض الواقع.