أخبار اليوم - طالب أطباء فلسطينيون ودوليون، الثلاثاء، بإجلاء 25 ألف جريح ومريض، من قطاع غزة إلى مستشفيات مدينة القدس الشرقية عبر الممر الإنساني بين المنطقتين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدوه في مستشفى المطلع “اوغستا فكتوريا” بالقدس الشرقية مع استفحال الإبادة الإسرائيلية بالقطاع وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
وقال الأطباء إن التقديرات تشير إلى أن 25 ألف شخص في غزة يحتاجون إلى رعاية طبية منقذة للحياة بسبب وضعهم الخطير.
كما طالبوا بإجلائهم من القطاع إلى مستشفيات القدس الشرقية.
وحددوا ثلاثة إجراءات رئيسية لمعالجة الأزمة: “أولا، إنشاء ممرات إخلاء طبي آمنة لتأمين طرق للمرضى نحو مستشفيات القدس الشرقية أو الضفة الغربية المحتلة أو دول ثالثة”.
أما الإجراء الثاني “إنهاء فصل الأسرة من خلال ضمان بقاء الأسر معًا أثناء العلاج”، وثالثا “دعم حق الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم في العودة إلى ديارهم في غزة بعد تلقي الرعاية الطبية، دون الحاجة إلى الاختيار بين صحتهم ووطنهم”.
معاناة لا يمكن تصورها
بدورها، قالت الدكتورة خضرة سلامة، أخصائية أورام الأطفال، إن معاناة الأطفال بغزة لا يمكن تصورها، حيث لا يستطيع الكثير منهم الوصول إلى علاجات السرطان المنقذة للحياة، والتي كانت بالفعل نادرة قبل الصراع (الإبادة الإسرائيلية).
وأضافت سلامة في المؤتمر: “لا يمكننا أن ندع هؤلاء الأطفال يموتون لمجرد أنهم لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية التي يحتاجون إليها بشدة”.
أما الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية، أكد أهمية تسهيل الوصول الإنساني، مشيرًا إلى “الحاجة الماسة للإمدادات الطبية وإجلاء المرضى، والسماح للفرق الإنسانية بالدخول إلى غزة لتقديم الرعاية المنقذة للحياة”.
كما دعت فيوليت مبارك، المديرة العامة لمركز الأميرة بسمة في القدس، إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حقوق الأطفال ذوي الإعاقة في غزة”.
وأكدت أن “كل طفل في غزة يستحق الحصول على التدخل الطبي المبكر والخدمات المنقذة للحياة في سياقه الفلسطيني”.
وثمة 6 مستشفيات متخصصة بالقدس الشرقية تقدم منذ عقود الرعاية الصحية لفلسطينيي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إلى جانب سكان المدينة نفسها.
وتمنع إسرائيل وصول الفلسطينيين إلى القدس الشرقية دون الحصول على تصاريح خاصة، فيما توقفت عن إصدار هذه التصاريح لسكان قطاع غزة منذ بداية الإبادة بغزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبعد إغلاق معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر في شهر مايو/ أيار الماضي إثر سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، فإنه لم يعد بالإمكان نقل المرضى والجرحى من قطاع غزة إلى خارج القطاع.
وتعاني المستشفيات في قطاع غزة من نقص الأدوية والعلاج بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية وما نجم عنها من نقص في مستلزمات الرعاية ومقتل كوادر طبية، واستهداف لسيارات الإسعاف.
وعلى مدار أكثر من عام، أخرجت إسرائيل معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة من خلال القصف الممنهج، والاقتحامات المتكررة واستهدافها الكوادر والجرحى والمرضى داخل تلك المستشفيات بمزاعم وجود مقرات عسكرية تابعة لحركة حماس، وهو ما نفته الحركة مرارا، ولم تستطع إسرائيل إثبات صحته حتى اليوم.
شعور بالعجز
في السياق، أكد الدكتور فادي الأطرش، الرئيس التنفيذي لمستشفى أوغوستا فيكتوريا، على ضرورة إعادة فتح الممر الإنسان، وأشار إلى أن “الوضع في غزة كارثي. وإعادة فتح الممر أمر ضروري حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم العلاجات المنقذة للحياة في مستشفيات القدس الشرقية، حيث لدينا القدرة والخبرة الطبية”.
وأضاف الأطرش: “مطلبنا أن يحصل جميع مرضى غزة على فرص العلاج، وأقصر الطرق وأكثرها فعالية هي السماح لهم بالخروج من غزة إلى مستشفيات القدس الشرقية وإلى الضفة الغربية”.
وتابع: “أشعر بحزن وإحباط شديدين، وعجز أشد،. نشعر بالاكتئاب لأننا غير قادرين على مساعدة أهلنا هناك، ليس لأننا لا نستطيع أو ليس لدينا القدرة، ولكن لأننا ممنوعون من القيام بذلك”.
وناشد “المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في كل أنحاء العالم، بالسماح لنا بمساعدة شعبنا”.
بدوره، قال الدكتور غاي شاليف، المدير التنفيذي لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان: “لا يمكن تجاهل المعاناة في غزة، وإعادة فتح الممر الإنساني هو الحل المستدام الوحيد للطوارئ الطبية المستمرة التي تكلف الأرواح كل يوم”.
وأضاف: “لا أعتقد أنني أستطيع التحدث عن الأمل الآن، لأن الناس يتعرضون للهجوم (الإسرائيلي) في أماكن محددة على أنها آمنة”.
وتابع: “يتعرض الناس للهجوم في طريقهم إلى الأماكن الآمنة، وهم في المستشفيات أيضا، كما يتعرض الأطفال في المستشفيات للهجوم وهم يتلقون العلاج”.
وأردف شاليف: “لا أعتقد أن هناك مجالاً كبيراً أمام المدنيين في غزة للأمل في السلامة طالما استمرت هذه الهجمات (الإسرائيلية) هناك، وطالما لم يتم وضع أي نوع من القيود على إسرائيل لوقف أفعالها”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.