أخبار اليوم - توصل فريق من الباحثين من معهد مختص في المناعة الحيوية إلى اكتشاف مهم بشأن كيفية مقاومة الجسم لسرطان الرئة.
يظل سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان تحديا في العلاج، ويرجع ذلك جزئيا إلى تعقيد تفاعل الأورام مع الجهاز المناعي. وفي بعض الحالات، تجذب الأورام نشاطا مكثفا من الخلايا التائية، بينما في حالات أخرى لا يحدث ذلك. ومن هنا، تبرز أهمية فهم العوامل المؤثرة في هذا التفاعل لتطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية.
وكشف الفريق أن خلايا معينة، تعرف بالخلايا الشبكية الليفية (FRCs)، تساهم في تشكيل بيئات داخل الأورام تساعد على حماية وتنشيط الخلايا المناعية، ما يعزز قدرتها على مكافحة السرطان بفعالية.
وفي الدراسة، قام الباحثون بتحليل أنسجة سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة لدى البشر، باستخدام تقنيات النسخ أحادي الخلية والمجهر عالي الدقة.
ودرس الفريق تطور الخلايا الشبكية الليفية عبر تحليلات رسم مصير الخلايا، واختبروا تأثير إزالة هذه الخلايا من الأورام في نماذج الفئران. وقد ساعد هذا في تقييم الدور الذي تلعبه الخلايا FRCs في استجابة الجهاز المناعي ضد السرطان.
واكتشف الباحثون أن الخلايا FRCs تفرز إشارة كيميائية تسمى CCL19، التي تجذب الخلايا التائية وتنظم تواجدها داخل الورم. كما تبين أن هذه الخلايا تشكل شبكات مترابطة داخل الورم، ما يخلق بيئات دقيقة حيث تتجمع الخلايا التائية لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية.
وعندما تم إزالة الخلايا FRCs من الأورام في الفئران، لاحظ الباحثون تراجعا في الاستجابة المناعية، ما ساهم في تسريع نمو الأورام.
وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن الخلايا FRCs في الأورام تتصرف بشكل مشابه لتلك الموجودة في العقد الليمفاوية السليمة، حيث تكون الاستجابات المناعية عادة منظمة وفعالة. وهذا يشير إلى أن الأورام قد تحتفظ ببعض الهياكل الطبيعية التي تساعد في خلق ظروف مواتية للخلايا المناعية لمحاربة السرطان.
ويسعى فريق البحث إلى استهداف هذه الخلايا FRCs لتعزيز وظيفتها، ما قد يساهم في تحسين فعالية العلاجات المناعية الحالية. ومن المتوقع أن تركز الدراسات المستقبلية على كيفية التلاعب بهذه الخلايا لتعزيز الاستجابات المناعية لدى مرضى سرطان الرئة، ما قد يؤدي إلى تطوير علاجات أكثر فعالية.