أخبار اليوم - محرر الشؤون البرلمانية - وجه النائب سالم أبو دولة انتقادات لاذعة خلال كلمته في مناقشات البيان الوزاري لحكومة بشر الخصاونة، واصفاً البيان بأنه مجرد كلمات على الورق ما لم تُترجم إلى أفعال ملموسة تخفف معاناة المواطن اليومية. وأكد أن المواطن الأردني لن يضع حجراً على بطنه في ظل غياب الثقة بالحكومة واستمرار الفساد والمحسوبيات.
البيان الوزاري: وعود بلا تنفيذ
استهل أبو دولة كلمته بالتأكيد على أن المواطن فقد ثقته بالخطابات والبيانات، التي باتت لا تقدم حلولاً حقيقية للتحديات اليومية التي يواجهها الأردنيون. وقال: "البيان الوزاري يبقى حبراً على ورق ما لم يُوضَع جدول زمني وخطة تنفيذ واضحة لمعالجة القضايا الكبرى."
محاربة الفساد واستعادة الثقة
شدد أبو دولة على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة الفساد الذي بات يعصف بمقدرات الوطن. وأشار إلى أن المواطن لن يتحمل المزيد من الأعباء ما لم يرَ خطوات جادة في محاسبة الفاسدين والقضاء على المحسوبيات والوساطات في اختيار القيادات الإدارية.
زيادة الرواتب وتحسين أوضاع المتقاعدين
تساءل النائب عن غياب أي إجراءات ملموسة لزيادة رواتب المدنيين والعسكريين، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية. كما طالب الحكومة بالالتفات إلى ظروف المتقاعدين، خاصة متقاعدي الضمان الاجتماعي، الذين يعانون تدني الرواتب وغياب التأمين الصحي، داعياً إلى إنشاء صندوق تكافل لدعمهم.
الأوضاع الاقتصادية: الفقر والبطالة يتفاقمان
وصف أبو دولة الوضع الاقتصادي في الأردن بأنه "الأقسى والأنكى"، مشيراً إلى تآكل الطبقة الوسطى وتفشي الفقر والبطالة. وقال: "استمرار اللجوء إلى جيوب المواطنين بفرض ضرائب إضافية ورفع الأسعار ليس حلاً، بل يزيد معاناة المواطن، ويهدد الاستقرار المجتمعي."
التعليم: تراجع كبير وتجاهل لحقوق المعلمين
انتقد النائب الواقع المتردي للتعليم، مشيراً إلى اكتظاظ المدارس ونقص المعلمين والأبنية المتهالكة. كما استنكر استمرار إغلاق نقابة المعلمين، مطالباً الحكومة بالسماح بإجراء انتخابات لأندية المعلمين لتفعيل دورها الثقافي والاجتماعي.
الشباب والبطالة: ضياع الطاقات بلا حلول
أكد أبو دولة أن البطالة تدفع الشباب الأردني نحو المخدرات والهجرة، منتقداً غياب السياسات الفعالة التي تستثمر في طاقات الشباب. ودعا الحكومة إلى دعم المشاريع التنموية وتشجيع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل تسهم في تخفيف البطالة.
الثروات الوطنية: موارد غير مستغلة
تساءل أبو دولة عن خطط الحكومة لاستثمار الثروات الطبيعية في الأردن، مثل السيليكا، النحاس، الغاز، والبترول. وأكد أن الاعتماد على الموارد المحلية واستغلالها بشكل مستدام هو السبيل الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي والنهضة الاقتصادية.
السياحة والمواقع الأثرية: فرص ضائعة
طالب النائب بتأهيل المواقع السياحية التاريخية والدينية والعلاجية لتحفيز السياحة الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن هذا القطاع يمكن أن يكون مصدر دخل رئيسياً للدولة إذا طُوِّرَت بنيته التحتية بشكل مناسب.
الأقصى وفلسطين: قضايا لا تقبل المساومة
أكد أبو دولة أن المسجد الأقصى والقدس يمثلان خطاً أحمر، داعياً الحكومة إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية. وقال: "فلسطين من نهرها إلى بحرها عربية إسلامية، وستعود إلى حضنها العربي قريباً بإذن الله."
رسائل للحكومة: أين أنتم؟
اختتم أبو دولة كلمته برسائل صريحة للحكومة، قائلاً:
أين أنتم من زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين؟
أين أنتم من محاربة البطالة ودعم الشباب؟
أين أنتم من استثمار الثروات الطبيعية ومعالجة المديونية؟
أين أنتم من إصلاح التعليم والصحة والبنية التحتية؟
وأكد أن المواطن الأردني لن يتحمل المزيد من الأعباء ما لم يرَ خطوات حقيقية من الحكومة تعكس التزامها بتحسين أوضاعه وتخفيف معاناته.