أخبار اليوم - قال الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الثلاثاء، إن جلالة الملك عبدالله الثاني يشارك اليوم في اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي المرة الأولى التي يحضر فيها الملك مثل هذا الاجتماع، رغم أنه كان ضيفًا على مقر الناتو عدة مرات سابقًا، في خطوة تعكس عمق الشراكة بين الأردن وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأكد أن هذه المشاركة تمثل علامة فارقة في العلاقات مع الأردن، الذي يُعد واحدًا من أهم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الحلف يستعد لافتتاح مكتب اتصال في العاصمة الأردنية عمّان قريبًا، في خطوة تهدف إلى توطيد العلاقات مع المملكة وتعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، في تصريح للصحفيين صباح اليوم: "نشكر جلالة الملك عبدالله الثاني على حضوره. سنناقش خلال اللقاء الصراع المستمر في الشرق الأوسط وتأثيره على الأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع الأردن في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة."
وأضاف تعكس مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا الاجتماع التاريخي مكانة الأردن كشريك استراتيجي للناتو، وأهمية دوره المحوري في معالجة القضايا الأمنية الإقليمية والدولية.
أجندة مكتظة للقمة
في إطار الاجتماع، سيُعقد مساء الثلاثاء عشاء عمل لمجلس الناتو-أوكرانيا، بمشاركة وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، بالإضافة إلى كايا كالاس، الممثلة العليا الجديدة للاتحاد الأوروبي. وتهدف الجلسة إلى تعزيز التنسيق بين الناتو والاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا.
وأكد الأمين العام أن الحرب الروسية في أوكرانيا دخلت مرحلة حاسمة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تواصل موسكو تصعيد عملياتها العسكرية واختبار أسلحة جديدة على الأراضي الأوكرانية. وقال: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يُظهر أي نية للسلام. بالعكس، يسعى لكسر إرادة أوكرانيا وإرادتنا. ولكن بوتين مخطئ. أوكرانيا لها الحق في الدفاع عن نفسها، ونحن ملتزمون بمساعدتها."
وأشار إلى أن الحلفاء وافقوا في واشنطن على تقديم دعم مالي بقيمة 40 مليار يورو لأوكرانيا هذا العام، مع تكثيف الجهود لتزويدها بالمساعدات العسكرية. كما أعلن عن إنشاء مركز قيادة جديد في مدينة فيسبادن بألمانيا لتنسيق الدعم والتدريب العسكريين، مما يجعل الدعم أكثر استدامة وفعالية.
التحديات الروسية والصينية
غدًا، سيناقش الوزراء التصرفات العدائية الروسية التي تستهدف دول الناتو، بما في ذلك الهجمات السيبرانية وأعمال التخريب ومحاولات الابتزاز في مجال الطاقة. كما سيتم التطرق إلى محاولات الصين زعزعة استقرار الدول الأعضاء في الحلف.
وأكد الأمين العام أن هذه التحديات لن تردع الناتو عن دعم أوكرانيا وتعزيز دفاعاته: "سنواصل الوقوف معًا في مواجهة التهديدات المشتركة من خلال تحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية وحماية البنية التحتية الحيوية."