انتقادات لواقع الحريات وحقوق الإنسان
أخبار اليوم - محرر الشؤون البرلمانية - وجه النائب علي الخزعلي انتقادات لاذعة خلال كلمته تحت قبة البرلمان أثناء مناقشة البيان الوزاري لحكومة بشر الخصاونة، مشيراً إلى الفجوة الكبيرة بين الحديث عن الحريات العامة وحقوق الإنسان والتطبيق العملي لها. وقال الخزعلي: "لا تزال القوانين الناظمة للحريات قيداً ثقيلاً وسيفاً قاطعاً بعقوبات متعسفة"، لافتاً إلى أن أشراف المجتمع من الحراكيين والإعلاميين والكتاب يقبعون في السجون، مستشهداً بقضية الكاتب أحمد حسن الزعبي.
القضية الفلسطينية: دعم المقاومة واستعادة الكرامة الوطنية
أكد الخزعلي أن القضية الفلسطينية تمثل الرئة الأخرى للأردن، مشيراً إلى أن صمود الفلسطينيين هو خط الدفاع الأول عن الأردن ودول الجوار. وطالب الحكومة بموقف أقوى تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك الضغط السياسي والاقتصادي على الاحتلال، ووقف الالتزام باتفاقيات السلام التي يخرقها الكيان الإسرائيلي بشكل متكرر. وشدد على ضرورة وجود إعلام أردني قوي يرد على تصريحات وزراء الاحتلال التي تهدد أمن الأردن واستقراره.
الشريعة والهوية الإسلامية في الصدارة
دعا الخزعلي إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في كافة مناحي الحياة بشكل تدريجي، ورفض التوقيع على أي اتفاقيات أو قوانين تتعارض مع الشريعة، مثل اتفاقية "سيداو". وحذر من تأثير الروايات والأفلام والمهرجانات التي تهدف إلى "مسخ الهوية وتشويهها"، مطالباً بحماية المؤسسات الدينية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم من أي تدخل أو قيود.
الأوضاع الاقتصادية: الفقر يهدد الاستقرار المجتمعي
وصف الخزعلي الوضع الاقتصادي بأنه "الأقسى والأنكى"، مشيراً إلى أن الفقر والبطالة تفشيا بشكل خطير، ما أدى إلى تآكل الطبقة الوسطى. وانتقد الحكومة لإصرارها على اللجوء إلى جيوب المواطنين بفرض ضرائب إضافية ورفع الأسعار دون تقديم حلول بديلة، محذراً من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي لا قدر الله.
الصحة والتعليم: تراجع الخدمات وزيادة الأعباء
انتقد الخزعلي نقص الأدوية والكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، مشيراً إلى غياب التأمين الصحي الشامل. كما أعرب عن قلقه من تراجع مستوى التعليم، مشيراً إلى اكتظاظ المدارس، ونقص المعلمين، وارتفاع الرسوم الجامعية، والواسطة التي تتحكم في تعيين الكوادر الأكاديمية.
الشباب: ضياع الطاقات وتفاقم البطالة
أكد الخزعلي أن البطالة تدفع الشباب نحو المخدرات والهجرة، منتقداً غياب السياسات الفعالة التي تستثمر في طاقات الشباب. وقال: "الشباب هم عماد الأمة، لكن السياسات المتخبطة والعشوائية قتلت طاقاتهم ودفعتهم للهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل".
دعوة للإصلاح الشامل والتغيير الحقيقي
اختتم الخزعلي كلمته بالدعوة إلى إصلاح شامل يعالج كافة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد، مؤكداً أن الإصلاح يبدأ من احترام حقوق الإنسان، تعزيز العدالة الاجتماعية، والاستثمار في الشباب لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للأردن.