الشباب محور التنمية لكنهم في مواجهة أزمات قاتلة

أخبار اليوم - محرر الشؤون البرلمانية - أكد النائب معتز الهروط، خلال كلمته أمام مجلس النواب، أن الشباب يمثلون شريان الحياة للوطن، لكنهم يعانون أزمات حقيقية تهدد مستقبلهم، أبرزها ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت 21.4% في الربع الثاني من العام الجاري، بالإضافة إلى تدني الأجور والغلاء المعيشي. وأشار إلى أن هذه الأوضاع دفعت 42% من الشباب الأردني للتفكير بالهجرة، وفقاً لتقارير الباروميتر العربي، ما يشكل تهديداً خطيراً على البنية الاجتماعية والديموغرافية للمجتمع الأردني.

وأضاف الهروط، بصفته رئيس القطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي، أن الحزب قدم حلولاً واقعية ضمن رؤيته الاقتصادية، تضمنت تعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، توجيه التعليم نحو سوق العمل، الاستثمار في القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة والسياحة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. لكنه أشار إلى غياب هذه الحلول في البيان الوزاري للحكومة، داعياً إلى تبني سياسات اقتصادية تخلق فرص عمل كريمة ومستدامة للشباب.

الحريات في خطر بسبب قانون الجرائم الإلكترونية
انتقد النائب الهروط حالة الحريات في الأردن، مشيراً إلى أن قانون الجرائم الإلكترونية بات أداة لإسكات الأصوات المعارضة، بسبب صياغاته الغامضة لعبارات مثل "الإضرار بالسلم المجتمعي" و"التحريض" و"نشر الأخبار الكاذبة". وأوضح أن هذا القانون أدى إلى اعتقال العديد من النشطاء دون معايير واضحة، متسائلاً عن الضمانات لحماية حقوق الإنسان والدستور.

كما أشار إلى التضييق الذي يتعرض له المواطنون في المطارات والمعابر الحدودية، وذكر حادثة اعتقال موظف في حزب جبهة العمل الإسلامي أثناء تأدية عمله الرسمي. وأضاف أن الحريات الطلابية تعاني من انتهاكات، حيث تُفرض عقوبات على الطلاب بسبب نشاطهم الداعم للقضية الفلسطينية، كما هو الحال مع الطلبة المفصولين في جامعة العلوم الإسلامية والجامعة الهاشمية، ما يتناقض مع جهود تحديث المنظومة السياسية.

القضية الفلسطينية: موقف أردني ثابت يحتاج إلى أفعال أكبر
أكد الهروط أن فلسطين ستظل القضية المركزية للأردن، مشيداً بالجهود الأردنية لإيصال المساعدات إلى غزة. لكنه أشار إلى ضرورة اتخاذ خطوات أكثر قوة في مواجهة المخططات الصهيونية التي تهدد أمن الأردن الوطني. ودعا إلى:

1. إعادة العلاقات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.


2. تفعيل الجيش الشعبي لدعم القوات المسلحة في مواجهة التحديات.


3. قطع جميع العلاقات مع الكيان الصهيوني، في ظل تهديدات وزرائه للأردن.


4. استرداد جثامين الأردنيين المحتجزة لدى الاحتلال.



تحديات محافظة مادبا ولواء ذيبان: الحاجة إلى حلول جذرية
تطرق النائب الهروط إلى التحديات التي تواجه محافظة مادبا ولواء ذيبان، مشيراً إلى نقص الخدمات الأساسية والبنية التحتية. وقال إن المنطقة، رغم وفرة المياه فيها، تحتاج إلى مشاريع لتحسين كفاءة استخدامها وتوسيع شبكات الري. كما دعا إلى استثمار الإرث السياحي الغني للمحافظة من خلال تطوير البنية التحتية وتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي، ما سينعكس إيجابياً على معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب.

الحكومة مطالبة بتقديم حلول واقعية وليس شعارات
في ختام كلمته، وجه النائب الهروط سؤالاً مباشراً لرئيس الوزراء، قائلاً: "ما الفارق بين حكومتكم وسابقاتها الذي يدعونا لمنحكم الثقة؟" وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب حلولاً عملية وواقعية لمواجهة التحديات، بعيداً عن الشعارات والوعود غير الملموسة.

وأكد الهروط أن المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع، حكومةً ومجلساً، العمل بصدق وإخلاص لتحقيق حياة كريمة للشعب الأردني، معرباً عن تضامنه مع أهل غزة والمجاهدين في مواجهة الاحتلال.