"مخيم سلام" .. حلمٌ يتحقق لأجل العائلات النازحة

mainThumb
"مخيم سلام".. حلمٌ يتحقق لأجل العائلات النازحة

01-12-2024 11:17 AM

printIcon

أخبار اليوم - من وسط مخيم النصيرات وبالتحديد خلف الهايبر مول قررت الشابة نجوى وفريقها التطوعي أن يكون سلام مخيمًا وجزءًا من الحل وأن تساهم في إحداث فرق في حياة العائلات النازحة، وهو مشروع إنساني تطوعي يهدف إلى توفير مأوى كريم للعائلات التي فقدت منازلها بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

عيسى التي تبلغ من العمر 23 عامًا، خريجة إعلام وتكنولوجيا اتصال، مسئولة ملف العلاقات العامة في مخيم سلام بشكل تطوعي، إلى جانب ٩ أشخاص آخرين يتولوا مهام مختلفة.

بدأت فكرة المخيم عندما اجتمعت مع مجموعة من الشباب المتطوعين الذين كانوا يشاركونها نفس الشغف والرغبة في التغيير، فاستخدموا مواردهم المحدودة وطاقاتهم الكبيرة لإنشاء المخيم، الذي صمم ليكون مكانًا آمنًا للعائلات النازحة بعيدًا عن المخاطر والمآسي التي عاشوها.

تقول عيسى: "خلال فترة نزوحي والأحداث المتتالية التي كانت تدفع الكثيرين للاستسلام أو الرحيل، ولكني استمديت الإلهام من الناس الذين رفضوا التخلي عن الأمل، فكان الإيمان بالإنسانية والرغبة في مساعدة الآخرين هو ما جعلني أستمر، فكان لهذا العمل معنى أعمق من مجرد تطوع؛ كان يتعلق بتخفيف معاناة الناس وإنقاذ الأرواح".

ومع بدء العملية البرية في مدينة رفح تم إنشاء المخيم، وأطلق عليه اسم سلام لأن النازحين لجئوا إليه حالمين ببصيص من الأمن والسلام، ويضم المخيم ٢٥٠ عائلة ما يزيد عن ١١٧٠ فردًا.

وتشير عيسى إلى أن الفريق يعمل على خدمة وتلية احتياجات النازحين من خلال توفير سُبل الحياة لهم مثل الطعام والمياه المعدنية، وتوفير خيم وشوادر لحمايته وكل ما يندرج تحت الخدمات الإغاثية وأيضا النفسية والصحية.

ويضم الفريق ١٠ أشخاص ما بين إدارة ومتطوع، مدير المخيم عبد الله عبد العال، ونائب المدير يحيى عماد الدين، وفي العلاقات العامة نجوى عيسى، والمالية لينا عبد القادر، والمتطوعين طارق عماد الدين، وأنس عماد الدين، وإبراهيم أبو شرار، وصهيب عماد الدين، وسائد بدوي، وعوني الأطرش.

وتطرقت عيسى للحديث عن التحديات التي تواجه فريقها والتي وصفتها بغير المتوقعة وبأنها جزءًا يوميًا من العمل في ظل الحرب، مثل إخلاء المنطقة بسبب قصف قريب أو وصول شظايا أو طلقات من طائرة الكواد كابتر، وعمل الفريق تحت الضغط بسبب التعامل مع عدد كبير من النازحين.

وتعتقد أن ما يجعل فريقها ملهم ومحب للتطوع هو أنه يُظهر كيف يمكن للأشخاص العاديين تحقيق أشياء استثنائية في الظروف الأكثر صعوبة، فالحرب أظهرت لهم أن الإنسان لديه قوة داخلية لا يُستهان بها.

وتابعت: "المثابرة ليست مجرد الاستمرار في العمل رغم الصعوبات، ولكنها القدرة على رؤية النور في نهاية النفق والعمل بجد لتحقيق ذلك".

وترى عيسى أن تجربتها أثناء الحرب غيّرتها على مستويات عديدة، حيث أصبحت أكثر وعيًا بقيمة العمل الجماعي والتعاون، وأدركت أهمية التضحيات التي يقدمها البعض لمساعدة الآخرين، "كما أن هذه التجربة علمتني الصبر والتفكير العميق في كيفية التعامل مع التحديات خاصة التحديات والاحداث غير المتوقعة، فبتُ أرى أن كل فرصة للعمل هي فرصة لإحداث تغيير إيجابي، بغض النظر عن حجم التحديات التي قد أواجهها"، وفق حديثها.

ونختم عيسى حديثها: "نحن نعمل جاهدين لأن يكون المخيم ليس مجرد مأوى، بل مساحة لبناء حياة بعيدًا عن الألم والدمار".