الأزمة السورية ومستقبل المنطقة

mainThumb

01-12-2024 09:13 AM

printIcon

بعد وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية بـ ٤٨ ساعة، تحركت القوى المعارضة للنظام السوري في الشمال بالتحرك نحو ادلب وحلب وقامت باحتلالهما بسرعة البرق.

ما يجري على الساحة السورية هو مُخطط مرسوم للقوى الفاعلة في الشرق الاوسط التي لم تحقق اهدافها بعد وهي ساعية بكل امكانياتها لتحريك الماء الآسن في المنطقة كما تريد.

إن وقف اطلاق النار في الجنوب اللبناني هدفه اقصاء حزب الله لشمال نهر الليطاني وتفريغ المنطقة الواقعة جنوب النهر من اي قوى لحزب الله المُعادية لاسرائيل وجعل المسافه ٣٠ كم2 خالية من أية قوات عسكرية لضمان أمن المستوطنين شمال فلسطين التاريخية.

صحيح ان قدرات حزب الله قد تراجعت نتيجة للضربات الجوية الاسرائيلية التي دمرت ما يزيد على ٢٦ قرية على الحدود وجعلت من الضاحية الجنوبية منطقة خراب شبه كامل الا أن حزب الله بقي موجوداً وربما يتحول لتنظيم سياسي على الساحة اللبنانية كغيره من القوى الموجودة في لبنان، وباعتقادنا انه لن يبقى الثلث المُعطل لأي تقدم سياسي في قادم الأيام.

وبالعودة للأزمة السورية فإن اسرائيل حاولت في العديد من الضربات الجوية استفزاز النظام في العديد من المناطق خصوصاً العاصمة دمشق بحجة تهريب الأسلحة الإيرانية لحزب الله وكدولة ممانعة مُتحالفة مع ايران سعت لإدخالها في وسط المعركة ولكن النظام السوري بقي صامتاً بلا حراك تجاه كل الاعتداءات الاسرائيلية ولم يحرك ساكناً، وجاءت عملية القوى المعارضة للنظام؛ احرار الشام وجبهة النصرة وبقية القوى المُتحالفة معها للبدء في عملية عسكرية في الشمال السوري وباعتقادنا ان هذا التحرك جاء بتوجيهات اميركية–اسرائيلية–تركية معاً ولكل ?نها اهدافه الخاصة. فبعد اربع سنوات من الهدوء النسبي بعد اتفاقات استانا وغيرها جاء الدور لتحقيق الاهداف.

لا نريد ان نتحدث كمسلمات انما فقط احتمالات لما يجري على الأرض، فالاحتمال الأول، هو العمل على اسقاط النظام السياسي السوري واستبداله بنظام اكثر طاعة وسهولة للتعامل معه حول ترتيب قضايا المنطقة واطلاق يد اسرائيل التي تسعى لتغيير وجه الشرق الاوسط وتمكينها من التفوق في كل المجالات.

هناك تحالف روسي إيراني سوري لا بد من القضاء عليه وكسره لمصلحة الولايات المتحدة واسرائيل وان بقاء مثل هذا التحالف سيبقى مؤرقاً لدولة الكيان.

الاحتمال الثاني، وهو السير لتقسيم سوريا الى عدد دويلات برعاية اميركية اسرائيلية، فالتقسيم جاهز ونشرت أكثر من مرة خرائط دولة كردية في الشمال الشرقي، دولة درزية في حوران والسويداء، وتركمانية في الشمال المُحاذي للحدود التركية وأخرى سُنية، وعلوية على الساحل فالحديث والخرائط تتحدث عن ست دويلات هزيلة.. وفي هذه الحالة تعطي تفوقاً لاسرائيل بالتقسيم والهيمنة والسيطرة والغاء الدولة السورية الموحدة، وهذا يعطي للدولة اليهودية الدينية شرعية سياسية اكثر لانها تتساوى مع التوجه في التقسيم على احساس ديني.

و الاحتمال الثالث هو القضاء على الاستقرار السياسي في المنطقة وجعل المنطقة دائماً غير مُستقرة وجعل المنطقة مُلتهبة للتدخل وخدمة المصالح الأميركية، ولا ننسى هنا التهديد الإسرائيلي للعراق بعد ضربات الحشد الشعبي للكيان فإن اسرائيل تريد فرض قوتها وهيمنتها على المنطقة بشكل كامل، وكل ما يجري هو جزء من المخططات المرسومة لمستقبل المنطقة العربية.