عبدالهادي راجي
كلما ذهبت لمنزل وصفي التل حضرت ( شطورة ) وابنتها ... اليوم كان عملي هناك في المنزل ... واجتمعت مع ( شطورة ) كالمعتاد .
هي قطة ولدت هناك في بستان المنزل ولم تغادره ، صارت جزء من كادر موظفينا .. فهي تستقبل الزوار معهم ، وترافق الأطفال وتشاركنا وجبات الطعام ...وكلما جاء ضيف للمتحف ، وقفت مع الموظفين ...
الغريب أنها تصعد للضريح حين يأتي الزوار لقراءة الفاتحة ، وتبقى هناك حتى يغادر اخر زائر ...
والأغرب انها تجلب الأطفال لها حين يأتون بمصاحبة الأهل ...وتسمح لهم بمداعبتها ..
الموظفون في متحف الشهيد خصصوا لها وجبة طعام يومية ، والأغرب أنها ترافقهم أينما ذهبوا ...وتعرف أوقات عملهم ( والشفتات) .. تودعهم حين يغادرون وتستقبلهم على باب المتحف ..صرنا نعتبر هذه القطة وابنتها جزءا أصيلا من الكادر التابع لأمانة عمان -دائرة المرافق والبرامج الثقافية ... وهي تشاركنا اجتماعاتنا ، وترفض أن تغادر ساحات منزل الشهيد ...
اليوم كان عملي في المتحف ، وكان لدي اجتماع مع كادرنا ، حين وصلت سألتهم عن (شطورة) .. فأخبروني أنها تغادر البيت فقط صوب ضريح الشهيد ... وحين صعدت وجدتها على باب الضريح ، فقد أمضت يومها أمس هناك ... لأن ذكرى استشهاد وصفي كانت الخميس ..كأنها تنتظر من يأتون لقراءة الفاتحه على ضريحه .
حين عدنا لمنزله عادت معنا ، وظلت تطوف حول المكان ... ( شطورة) أصبحت من كادرنا ، وأصبح لها وجبة طعام ونظام عمل .. ولدت في بستان البيت وأنجبت في البستان ايضا ...
وصفي التل غريب جدا ، لو بقيت (١٠٠) عام .... تحاول سبر أغوار هذه الشخصية ..فلن تكتشف عظمتها ، حتى القطط وفية للرجل وتشم رائحته في المكان ... وتحرص على خدمة المكان الذي حمل خطاه وجسده الطاهر .
Posted by on ...