قلوب أبنائكم مرآة أفعالكم

mainThumb
الدكتورة اية الشوابكة

26-11-2024 12:24 PM

printIcon

الدكتورة اية الشوابكة 

على الرغم من اختلاف الأزمان وتغير الأحكام تبقى التربية حديث الميادين وعناوينها ،، لا سيما حين نتحدث عن عالم سريع التغير والتحول ، ليقودنا الحديث إلى ثوابت لا بل إلى حقائق تربوية لا تتغير وتبقى راسخة عبر الأزمان.

وهنا نسلط الضوء على مدى وعي الاهل بعمق مسؤولية التربية السليمة ومتطلباتها، فهي ليست بالعلاقة المبنية على توثيقات وأوراق رسمية سنتها الدوائر الحكومية على دفتر العائلة الرسمي وحسب ، بل هي امتداد للحياة وبناء للمستقبل بواسطة بناء الأجيال جيلًا بعد جيلًا .

وفي هذا السياق نجد أن المفاهيم الصحيحة للتربية تأتي في أثناء استيعاب الوصف الصحيح لمعنى الأسرة وما يتبعها فيمَا يخص التربية، فمنذ القدم وضعت الكثير من المفاهيم والنظريات التي توضح لنا هذا الوصف ومعناه وكتلك الحديثة منها، إلا أن العلم بالمفهوم بحد ذاته لا يجدي نفعًا دون تطبيقه، فحينما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : لا تُكرهوا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم، فإنه قد صاغ لنا نظرية تكاد تكون الأبرز بين نظريات التربية ومفاهيمها لتأتي حديثا وتتوافق مع نظريات التعلم الاجتماعي التي طورها ألبرت باندورا وتتماشى مع مفهوم النمذجة في التربية الذي يعد جزءًا أساسيا من تلك النظرية.

وهنا نجد أن التربية بحد ذاتها كمفهوم ثابت لم يتغير لكنها عملية ديناميكية تتأثر بتغيير الطرق والأساليب والوسائل المستخدمة في تطبيقها والمتوافقة مع تحديات العصر ومتطلباته سواء كان هذا التطبيق صحيحًا أو خاطئًا.

والعبرة في ما سبق تكمن في ترسيخ أسلوب القدوة الحية في التربية التي تعد القاعدة الأساسية في تكوين شخصية الأبناء وتنشئتهم على قيم أصيلة تواكب العصر دون أن تفقد جذورها الثابتة.

فإذا ما أدرك الآباء والأمهات دورهم الجوهري في تربية الأبناء لعلموا أن احتياجاتهم لا تتطلب المثالية المطلقة، بل الحقيقة والواقعية والفهم الأساسي ليكونوا افضل نسخة من انفسهم.

وحتى تلبى تلك الاحتياجات يستوجب على الأهل توفير الأمان والاحتواء العاطفي وفتح باب الحوار دون الإملاء والحرص على تقديم الدعم النفسي قبل المادي دون أن يغفلوا عن صورتهما الأساسية المطلوبة منهما أمام الأبناء، فهم امتداد لقيمهم ورسالتهم.

مستذكرين دوما أن التربية ليست في نصوص النظريات والكلمات فحسب؛ بل هي قلب يحمل شعارًا مفاده:
قلوب أبنائكم مرآة أفعالكم..