أخبار اليوم - تتجه غالبية بلديات محافظة الكرك، في ظل الأزمات المالية التي تعاني منها، إلى إنشاء مشاريع استثمارية بما تتيحه قدراتها المالية أو من خلال السعي لتوفير المنح والقروض بمختلف أنواعها لإنشاء تلك المشاريع.
وتأمل البلديات، من خلال إنشاء المشاريع الاستثمارية، بأن تتجاوز أزماتها المالية المستعصية التي تعيشها، وسط تواضع موازنات أغلبها واستهلاك رواتب الموظفين فيها جزءا كبيرا من دخلها.
وبالإضافة إلى بلدية الكرك الكبرى، تضم المحافظة بلدية الحزمان، بلدية مؤتة، المزار الجنوبي، بلدية شيحان، بلدية القطرانة، بلدية سد السلطاني، الأبيض، بلدية عبد الله بن رواحة، بلدية طلال، بلدية مؤاب، بلدية الأغوار الجنوبية، وبلدية المزرعة والحديثة.
ورغم دخولها المتواضعة، عملت بعض البلديات في المحافظة، وبجهودها الذاتية والقليل من التمويل المحلي، على إيجاد مشاريع استثمارية خاصة بها، لرفد موازناتها بعوائد مالية من شأنها تخفيف وطأة أزماتها المالية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان في مناطقها المختلفة.
وكان وزير الإدارة المحلية السابق توفيق كريشان، أكد خلال لقاء فريق وزاري بمحافظة الكرك للتعريف بالمشاريع التنموية التي نفذت خلال 25 عاما ماضية، أن البلديات والمجالس البلدية بالمملكة، حققت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إنجازات على أرض الواقع في المجالات كافة، رغم عدم توفر الإمكانات المالية، خصوصا مخصصاتها من عوائد المحروقات التي لم تتجاوز 600 مليون دينار، وهو ما يعادل نصف المخصصات، بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وأضاف كريشان، أن هذه الإنجازات فاقت الإنجاز الذي تحقق في عشرة أعوام ماضية، حيث خصص للبلديات في ذلك الوقت مليار و270 مليون دينار.
وغالبا ما تواجه البلديات في المحافظة، بسبب ظروفها المالية المتردية، صعوبة في توفير التمويل اللازم للمشاريع، فيما نجح بعضها في إنشاء مشاريع استثمارية خاصة بدأت تحصد نتائجها برفد موازناتها بعوائد مالية سنوية.
ونجحت بعض البلديات، خلال الأعوام الماضية، في تنفيذ مجموعة من المشاريع، إلا أن أغلب تلك المشاريع نفذتها بلدية الكرك الكبرى، حيث بلغ عدد تلك المشاريع في بلدية الكرك وحدها حوالي عشرة مشاريع، بينما نفذت بقية البلديات خمسة مشاريع تنموية.
وتنفذ بلدية الكرك مشاريع استثمارية عدة تسهم في توفير دخل دائم لها، مما يسهم في دعم موازنتها ويقلل من عبء كلفة تقديم الخدمات للمواطنين، خصوصا في ظل ارتفاع مديونيتها المالية الكبيرة.
وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة "إن بلدية الكرك نفذت وتنفذ خلال الفترة الأخيرة عددا من المشاريع التنموية الاستثمارية التي تسهم بشكل جيد في توفير دخل مالي، وتسهم في توفير فرص عمل كثيرة لشبان وشابات الكرك من المتعطلين عن العمل"، لافتا إلى أن وزارة الإدارة المحلية غالبا ما تدعو البلديات إلى الاهتمام بالاستثمار في مشاريع مختلفة لزيادة دخلها وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي، وتنفذ دورات متعددة بالتعاون مع جهات داعمة لأجل تطوير إدارة الاستثمار في البلديات وتحقيق مفاهيم التخطيط الإستراتيجي التنموي في مجال الاستثمار.
وأضاف، أن بلدية الكرك باشرت، خلال الفترة الماضية، بمجموعة من المشاريع الاستثمارية التي وفرت العديد من فرص العمل وأسهمت في توفير دخل جيد للبلدية للحد من أزمتها المالية، خصوصا في جانب مخصصات رواتب الموظفين التي تستهلك جزءا كبيرا من الموازنة، وتستدين البلدية لأجلها.
وأكد المعايطة، أن من المشاريع التي انتهت البلدية مؤخرا من تنفيذها ووفرت أكثر من 30 فرصة عمل مختلفة، مشروع تصنيع السماد العضوي الذي أقيم بجوار مدينة الكرك الصناعية، وبتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بكلفة بلغت 300 ألف دينار.
وأشار إلى أن المشروع يحقق أهدافا تنموية وبيئية من خلال ما يوفره من فرص عمل مختلفة، إضافة إلى تأمين حاجة مزارعي المحافظة من السماد العضوي، لافتا إلى أن المشروع سيحقق فائدة بيئية من حيث التخلص من نفايات مزارع المواشي والدواجن في المحافظة والنفايات العضوية، من خلال تحويلها إلى سماد والتخلص من آثارها السلبية على الصحة العامة.
وشدد المعايطة، على أن مصنع السماد العضوي التابع لبلدية الكرك الكبرى من أهم المشاريع الاستثمارية التنموية التي تم إنجازها على مستوى المملكة، وذلك نظرا للنتائج المميزة التي حققتها نتائج الفحص المخبري، مؤكدا أن البلدية باشرت ببيع إنتاج المصنع في السوق المحلي وبأسعار تفضيلية للمواطنين.
وأضاف، أن البلدية أنشأت المصنع بمرافقة مشاريع أخرى صديقة للبيئة، منها مزرعة لزراعة أشجار الأخشاب باستغلال مياه الصرف الصحي المعالجة في بلدة اللجون شرقي محافظة الكرك، إضافة إلى إنشاء مزرعة للطاقة الشمسية ومصنع للكرتون وإعادة تدويره، ومصنع حاويات النفايات التي كانت تستهلك كلفة مالية كبيرة، والذي ينتج الحاويات لبيعها على مختلف بلديات الكرك.
وبين المعايطة، أن البلدية الآن تعمل على تنفيذ أحد أهم مشاريع الاستثمار فيها، وهو مشروع تطوير الشاطئ الجنوبي للبحر الميت السياحي في منطقة غور الحديثة على الساحل الشرقي الجنوبي للبحر الميت، بكلفة تصل إلى حوالي 5 ملايين دينار على رأس هذه المشاريع، وسيوفر زهاء 300 فرصة عمل لأبناء الكرك عامة ومنطقة الأغوار الجنوبية، مؤكدا أن بلدية الكرك طرحت المشروع ليكون مشروعا استثماريا سياحيا على شاطئ البحر الميت من الجهة الجنوبية.
وقال، إن البلدية حصلت على موافقة مجلس الوزراء باستئجار 320 دونما من سلطة وادي الأردن لإقامة المشروع، وإن جهود البلدية تكللت بالنجاح بموافقة مجلس الوزراء على استئجار الموقع، وبأجور رمزية لإقامة المشروع الذي أصبح في مرحلة التحضيرات والمخططات النهائية، متوقعا أن يسهم في تعزيز الحركة السياحية في المنطقة الجنوبية من البحر الميت.
وأوضح المعايطة، أن المشروع سينفذ على ثلاث مراحل؛ حيث سيباشر في تنفيذ المرحلة الأولى التي خصص لها مبلغ 900 ألف دينار، وتتضمن إقامة متنزه شعبي تتوفر فيه الخدمات الأساسية والمرافق العامة كافة، فيما تتضمن المرحلة الثانية مرافق للاستثمار المحلي، وفيها سيتم بناء منشآت سياحية مصنفة، وملاعب رياضية، وبرك سباحة، إضافة إلى إنشاء استراحة سياحية وفندق فئة ثلاث نجوم، في حين ستشمل المرحلة الثالثة إقامة شاليهات وشقق سكنية لغايات التمليك أو التأجير.
كما نفذت بلدية الحزمان جنوبي مدينة الكرك، التي تضم بلدات عي وكثربا وجوزاء وغيرها، العديد من مشاريع الخدمات المختلفة.
وقال رئيس البلدية عبد الحي الرواشدة، إن البلدية قررت قبل ثلاثة أعوام، وبهدف زيادة مصادر دخلها على ضوء تراجع التمويل المحلي من المواطنين، إنشاء مشروع استثماري للبلدية يكون مصدرا دائما للدخل، موضحا "أن البلدية أنشأت مشروع معصرة زيتون في منطقة متوسطة من مناطق جنوبي المحافظة، حيث بساتين الزيتون الكبيرة، وهي المعصرة الوحيدة بجنوب الكرك، وبكلفة مالية بلغت حوالي 300 ألف دينار".
وأشار إلى أن المعصرة الآن تقوم برفد البلدية بحوالي 50 ألف دينار سنويا، عبر طرح المعصرة للاستثمار المحلي، لافتا إلى أن البلدية باشرت بعد أن أعدت دراسات كاملة بإنشاء متنزه وطني مطل على مناطق الأغوار الجنوبية، حيث استملكت من أراضي الخزينة حوالي 17 دونما لهذه الغاية، متوقعا أن يشكل المتنزه إضافة نوعية استثمارية للبلدية.
وبحسب رئيس بلدية مؤتة والمزار الجنوبي المهندس إبراهيم النوايسة، فإن البلدية، وبهدف تطوير دخلها بديلا عن الاقتراض والديون، استثمرت في إنشاء مصنع للطوب والكندرين للاستهلاك المحلي بمحافظة الكرك.
وأشار النوايسة، إلى أن البلدية نفذت مشروع مصنع الطوب والكندرين المحلي وبقدرة إنتاجية كبيرة وتم طرحه للاستثمار، ويوفر عائدا ماليا للبلدية بقيمة 15 ألف دينار، مشددا على أن البلدية لديها دراسات جاهزة للاستثمار في مصنع للدهانات بالمزار الجنوبي وإنشاء معصرة محلية للزيتون بسبب أهمية وجود معصرة في مناطق شرقي وجنوبي المحافظة.
إلى ذلك، تتطلع بلدية الأغوار الجنوبية إلى إنشاء مصنع للألبسة من خلال مشاريع التخطيط الممولة لحساب مشاريع مجالس المحافظات، ليكون أحد المشاريع التي تشرف عليها البلدية ويسهم في رفد موازنتها لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وفقا لرئيس البلدية يوسف البوات.
الغد