أخبار اليوم - الحزن الذي ارتسم على ملامح ابنته وهي تفتقد صديقاتها التي خلت منهن الحارة إثر النزوح الذي جعل الشوارع خالية من ناسها ومن ضحكات أطفالها، جعله يفكر في طريقة تونس وحدة طفلته مع رفاق جدد فاهتدى لفكرة تحويل حديقة منزله إلى مكان للأنشطة التعليمية والترفيهية للأطفال..
قبولًا كبيرًا
بدايةً، لم يتوقع الباحث وصانع المحتوى أحمد شحادة أن تلقى فكرته قبولًا كبيرًا بين أبناء الحي الذين وضعوا أيديهم بيده من أجل إخراج أطفالهم والأطفال النازحين إليهم من "أتون الحرب" ولو لسويعات قليلة، فساعدوه في توفير القرطاسية وبعض المستلزمات لتنفيذ الأنشطة.
وشحادة من سكان حي النصر غرب غزة، رفض فكرة النزوح من مدينته رغم كل الأهوال التي مرت به خلال الحرب، وتمتع بخبرة سابقة بالعمل المؤسساتي والتنشيطي لدى الأطفال في تخصص مشاريع وأنشطة مخيمات الأطفال والمهارات الحياتية.
واستعاد ذكرياته في العمل مع الأطفال في شهر مارس من العام الحالي، نزولًا عند رغبة ابنته ذات الـ 4 سنوات التي أصبحت شبه وحيدة في الحي الذي تسكن فيه بعد نزوج أغلب الجيران والأقارب، حيث كانت تريد وبشدة اللعب مع أطفال من جيلها.
وجد شحادة ضالته حين نزحت مجموعة من الأسروالعائلات من شرق وشمال غزة إلى منطقة سكناه، "وجدت أن هنالك ثمانية عشر طفلًا في أعمار متقاربة وتظهر عليهم أهوال وأحزان الفقد ومخاوف التجارب التي مروا بها، "لذلك قررت أن أجمعهم مع ابنتي لقضاء وقت يخرجهم قليلًا خارج دائرة الحرب نفسيًا". مردفًا.
وهنا قرر شحادة تهيئة حديقة بيته لتكون مكانًا يجتمع فيه الأطفال معاً ويتحدثون ويتشاركون في أنشطة تخرجهم من أجواء التوتر ولو جزئيًا.
photo_2024-11-24_16-04-50 (3).jpg
كان النشاط الأول في الرابع عشر من مارس، و تضمن إعادة تدوير معلبات محروقة عن طريق تلوينها و تزيينها لتتحول إلى أشكالٍ كوميدية.
و بعد ذلك، استطاع شحادة جمع مبلغ يكفي لشراء ألوان وأقلام وأوراق وفرشايات لكي يتحول النشاط العشوائي إلى فعالية أسبوعيّة ثابتة كل خميس.
ويقول لـ "فلسطين أون لاين": إن النشاط الثابت استمر إلى شهر مايو عندما نزح أهالي الشجاعية وجباليا إلى منطقتنا في غرب غزة وزاد عدد الأطفال ليتجاوز الثمانين طفلًا".
وهنا قرر شحادة توزيع الأنشطة حسب الأعمار ليكون النشاط المخصص (من سن الرابعة للسابعة) يوم الأحد من كل أسبوع، ويوم الخميس مخصص للأطفال من عمر ثمانية لأربعة عشر عامًا (قرابة سبعين طفلًا).
ويلفت إلى، وبمجهودٍ فردي تمكن من بتوزيع كتب وقرطاسية متكاملة للأطفال بعمر الروضة في شهر أغسطس الماضي، مضيفًا: "وأصبحت الأنشطة تنقسم إلى تعليمية خاصة بالمناهج الدراسية وأخرى تنشيطية، تشمل: تفريغ نفسي وألعاب ومسابقات وهدايا متنوعة".