أخبار اليوم - رباب دوله - في مشهد إنساني مؤلم يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها البعض في الأردن، تقف عائلات محتاجة عند محطات المحروقات، حاملة عبوات صغيرة تنتظر أهل الخير لتعبئتها بالقليل من الكاز الذي أصبح وسيلة التدفئة الأساسية في برد الشتاء القارس.
أحد العاملين في محطة المحروقات يروي: "غالبيتهم من النساء والأطفال، يقفون بصمت، وبعضهم يخجل حتى من طلب المساعدة. المنظر مؤثر جدًا، خاصة عندما ترى أطفالًا يرتجفون من البرد بجانب أمهاتهم." هذه الكلمات تعكس واقعًا مؤلمًا لفئة من المجتمع تكافح يوميًا من أجل أبسط متطلبات الحياة.
تقول إحدى السيدات التي جاءت طلبًا للمساعدة: "لم أعد أملك ثمن الكاز لتدفئة أطفالي، ألجأ أحيانًا لحرق الأخشاب، لكن هذا يسبب لنا أمراضًا صدرية، وخاصة للأطفال. ورغم كل هذا، لا خيار آخر لدينا. أتمنى أن يكون العام كله صيفًا، فقد أصبح الشتاء كابوسًا بالنسبة لنا."
ومع دخول فصل الشتاء، تصبح الحاجة إلى التدفئة أكثر إلحاحًا، في ظل ارتفاع أسعار الكاز، مما يدفع البعض إلى الوقوف لساعات طويلة في انتظار المساعدة. هذه المشاهد ليست مجرد حالات فردية، بل تعبر عن أزمة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية والمجتمع.
وفي ظل هذه الظروف، يبرز تساؤل هام: أين دور أهل الخير والجمعيات الخيرية في دعم هذه العائلات المحتاجة، وتوفير وسائل التدفئة اللازمة لهم؟ وهل يمكن أن تكون هذه الجهات حلاً حقيقيًا لتخفيف معاناة هؤلاء الذين يقفون على أعتاب الشتاء يبحثون عن دفء لا يبدو قريبًا؟