الصفدي يقود البرلمان نحو مرحلة جديدة من الانفتاح والعمل النشط

mainThumb
الصفدي يقود البرلمان نحو مرحلة جديدة من الانفتاح والعمل النشط

23-11-2024 11:24 AM

printIcon

أخبار اليوم - كتب محرر الشؤون البرلمانية

في ظهوره عبر برنامج "ستون دقيقة" على شاشة التلفزيون الأردني، قدم رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي خطابًا يحمل العديد من الرسائل الوطنية والسياسية والبرلمانية، مؤكدًا اعتزاز الأردن بقيادته الهاشمية ودورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وخاصة في دعم أهالي غزة خلال الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. حديث الصفدي جاء في سياق تأكيد الالتزام بخطبة العرش السامي كخارطة طريق للعمل البرلماني في المرحلة المقبلة، مشددًا على أهمية البرامجية في أداء النواب والأحزاب، باعتبارها السبيل الوحيد للنهوض بالعمل التشريعي وتلبية تطلعات الأردنيين.

الصفدي أكد أنه يحق للأردنيين التباهي بحكمهم الهاشمي، مشيرًا إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا وولي العهد الأمير الحسين والأميرة سلمى كانوا دائمًا في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضية الفلسطينية وأهل غزة، مضيفًا أن هذه القيادة تُعتبر مصدر فخر لكل أردني بما تقدمه من نموذج عالمي في القيادة والشجاعة السياسية. كما عبّر عن اعتزازه بالهوية الأردنية الراسخة، التي تتجلى في جيشنا وأجهزتنا الأمنية الباسلة، وفي قدرة الأردن على الحفاظ على استقراره رغم التحديات.

في سياق الحديث عن الدور البرلماني، أشار الصفدي إلى أهمية تحمل النواب لمسؤولياتهم في تقديم برامج واقعية وفعالة تلبي احتياجات المواطن، موضحًا أن التغيير البرامجي لم يعد خيارًا بل ضرورة. كما أكد أن الاستراتيجيات والبرامجية ستكون أهم ما يميز العمل البرلماني خلال المرحلة المقبلة، حيث ستشهد الساحة تراجعًا في الأداء الفردي والاستعراضي الذي طالما أضعف الدور الجماعي للمجلس. هذا التحول نحو العمل المؤسسي المبني على التخطيط والرؤية يُعد تطورًا مهمًا لتعزيز فاعلية البرلمان وقدرته على التعامل مع القضايا الوطنية الملحة.

ومن خلال تحليلنا لحديث الصفدي، يبدو أن البرلمان مقبل على مرحلة جديدة تتسم بالنشاط والانفتاح. مجلس النواب سيعمل كخلية عمل نشيطة تسعى للتواصل مع مختلف القطاعات وفئات المجتمع، ما يعكس رغبة واضحة في تعزيز دوره التشريعي والرقابي. هذا الانفتاح قد يُترجم إلى لقاءات أوسع مع المواطنين والمؤسسات، والاستماع المباشر لقضاياهم وتحدياتهم، بما يضمن أن يكون المجلس شريكًا حقيقيًا في حل المشكلات وتحقيق التنمية.

أما على المستوى السياسي الداخلي، فقد أوضح الصفدي أن الغالبية المطلقة في مجلس النواب توافقت على المكتب الدائم، مشيرًا إلى أن أي اختلافات مع بعض التيارات، مثل حزب جبهة العمل الإسلامي، جاءت نتيجة تمسك هذه الأطراف بمواقف معينة، خصوصًا فيما يتعلق برئاسة المجلس. ومع ذلك، أكد أن المجلس يضم كفاءات وخبرات واسعة تسعى إلى خدمة الوطن، مشيرًا إلى أن كل عضو من أعضاء المجلس يحمل هاجس تحقيق الأفضل للأردن.

وفي الشأن الاقتصادي، أبدى الصفدي تفاؤله بفريق الحكومة الاقتصادي، بقيادة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، واصفًا إياه بالرجل صاحب الخبرة والكفاءة. وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا أكبر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لمواجهة التحديات الاقتصادية والعمل على تحقيق نتائج ملموسة تُلبي احتياجات المواطنين.

حديث الصفدي، الذي تميز بنبرة وطنية عالية، ركز على الثوابت الأردنية المتمثلة في الاعتزاز بالقيادة الهاشمية والتأكيد على دور الأردن المحوري في المنطقة. ورغم التحديات التي تواجه مجلس النواب، أبدى الصفدي تفاؤله بقدرة المجلس على تحقيق إنجازات تعزز الثقة الشعبية في العمل البرلماني. ومع هذا الانفتاح المرتقب على مختلف القطاعات وفئات المجتمع، والعمل على الاستراتيجيات البرامجية بدلاً من الأداء الفردي، يبدو أن البرلمان في طريقه لترسيخ علاقة أقوى بين السلطة التشريعية والمواطنين، ما يُبشّر بمرحلة أكثر حيوية وإنتاجية.