أخبار اليوم - في تصعيد خطير للوضع الإنساني داخل قطاع غزة، أكد سائقون وتجار أن حركة مرور السلع والمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم توقفت تماماً خلال اليومين الماضيين، نتيجة سيطرة عصابات النهب على الطرق الرئيسية، ومنعها الشاحنات من الوصول إلى مستحقيها. وأفادت مصادر محلية بأن هذه العصابات لا تزال تُحكم قبضتها على الشوارع، بينما تمتلئ مخازنها بكميات ضخمة من الطحين والمواد الغذائية التي تم نهبها خلال الأيام الماضية، والتي تُباع بأسعار خيالية تفوق قدرة المواطنين على الشراء.
وفي خطوة جادة لمواجهة هذه العصابات، قامت الأجهزة الأمنية بتوجيه ضربات قوية استهدفت مواقعها وأنشطتها في محاولة لإعادة النظام وفتح الطريق أمام قوافل المساعدات. إلا أن تأثير هذه التحركات لم يظهر بشكل ملموس بعد، حيث لا تزال الشوارع تحت سيطرة العصابات التي تعرقل وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وكتب الصحفي أسامة الكحلوت، نقلاً عن سائقين وتجار، أن اليومين الماضيين لم يشهدا مرور أية سلع أو مساعدات من خلال معبر كرم أبو سالم، بسبب استمرار سيطرة عصابات اللصوص على الشارع ومنعها الشاحنات من التحرك. وأشار إلى أن مخازن العصابات لا تزال ممتلئة بكميات كبيرة من الطحين والمواد الغذائية التي تم سرقتها في الأيام الماضية، في وقت يُحرم فيه المواطنون من هذه المواد التي باتت تُباع لهم بأسعار خيالية تزيد من معاناتهم اليومية.
يُذكر أن شاحنات المساعدات كانت محملة بمواد إغاثية أساسية، أبرزها الطحين، الذي يعدّ سلعة أساسية للحياة اليومية، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. ومع ذلك، تستمر العصابات في استغلال هذه الأوضاع ببيع السلع المسروقة بأسعار مرتفعة، ما يزيد من معاناة المواطنين الذين يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
الجهود العشائرية والأمنية مستمرة لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، وسط دعوات شعبية بتكثيف التدخلات للقضاء على هذه العصابات وضمان توزيع المساعدات بشكل عادل ومباشر. ومع كل هذه المحاولات، يبقى السؤال الملح: إلى متى ستظل حياة المواطنين في غزة رهينة لجشع هذه العصابات؟