الشهيد المقدم الطيار نواف سلمان أبو داري

mainThumb
الشهيد المقدم الطيار نواف سلمان أبو داري

21-11-2024 12:35 PM

printIcon


أخبار اليوم - سنتحدث في هذه الحلقة عن نسر من نسور سلاح الجو الملكي الأردني الذي هوى شهيداً في سبيل الذود عن حياض الوطن لينظم إلى كواكب العز والفخار من الشهداء نعم إنه أحد فرسان الجو الذين جابوا سماء الوطن عرضاً وطولاً دفاعاً عن أرضه وعرضه، لقد كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يقضي فارسنا المميز نحبه هو وثله من خيرة جنود الوطن. أثناء التدريبات اليوميه المعتاده .
شهيدنا البطل المقدم الطيار نواف سلمان أبو داري الذي سنتحدث عن سيرته الذاتيه وتاريخه الحافل بالعطاء الموصول في خدمه وطنه وأمته .
ولد الشهيد في عمان- وادي السير بتاريخ 16-5-1961 م .وفي مكان سكناه وادي السير درس الابتدائيه إلى أن أنهى فيها المرحله الثانويه سنه 1980 .وفي سنين طفولته التي سجلتها له مدرسه وادي السير أفاد أصدقائه في الدراسه وهم يكشفون عن خبايا التاريخ التي تعود بهم إلى ذلك التلميذ المهذب في هندامه وسلوكه الذي كان ينّم عن مدى الأعداد والتأهيل والتربيه التي صقلت شخصه وتصرفاته والتي جعلت منه الطالب المميز المجتهد التي تجسدت به حقيقه البيئه والعائله التي تخرج منها التلميذ نواف وهو يحترم أبناء جيله ، ويستطرد أحد اصدقائه الذي جمعته وأياه المراحل الدراسيه الثلاث أن نواف كان ملهماً ومحباً بالطيران وصور الطائرات الحربيه منها والمدنيه التي كانت يحضرها معه ويزين بها حقيبته و كتبه ودفاتره .
لقد كان الطيران هاجسه منذ الصغر وكان يحب النظر إلى عنان السماء ويفكر أن يخترق هذا الفضاء الفسيح منذ أن كان طفلاً . كبر وأخذت أحلامه وآماله تكبر معه في تحقيق هذه الأمنيه جمعته الصداقه بصديق له في المدرسه حتى أصبح فيما بعد صديقاً في نفس السلاح ورفيق دربه السيد حسن عبد الرزاق الأمين الذي سبقه في مهنة الطيران سنين قليله .
فكان يقّدس العلاقه التي تربطهما ببعض و يقول أن العلاقه والصداقه التي نشأت بينهما ومنذ الدراسه كانت تحكمها عده فصول فنحن أبناء بلدة واحدة وحارة لنا فيها قصصاً وحكايات، وساعات جمعتناً رحلات جماعية قمنا بها إلى ربوع هذا الوطن نتلذذ بجماله وعبقه ، كان الشهيد هو الشاب النشيط الذي يعد كل شيء حتى طهي الشاي المضمخ بالنعنع على عيدان الحطب، وكيف أن الوقت كان يسير مسرعاً بجواره وصحبته التي لاتمل ، ولما كان قد سبقه صديقه هذا إلى عالم الطيران ببضع سنين كونه أكبر منه سناً . أخذ الشهيد يتردد باستمرار صوب صديقه متسائلاً عن الطيران وأموره والتحليق في عنان السماء وروعته ويشار للشهيد حينها أنه عمد إلى رسم مستقبله وهو على أعتاب إنهاء امتحانات الثانوية العامة بمستقبل قرينه ورفيق الدرب لكي ينخرط في شرف الجندية من خلال سلاح الجو الملكي الأردني .
في عام ألف وتسعمايه وثمانين ، كان الطالب نواف أبو داري أحد طلاب الصف الثالث الثانوي الذين بدأوا عامهم الدراسي بجد واجتهاد فكتب لهم ذلك بالنجاح فحمل وثائقه وتوجه ناحية مدرسه الطيران وإعداد النسور في سلاح الجوي الملكي الأردني وبعثت فيه الفرحه والنشوه عندما أخبر بقبوله والتحاقه ضمن صفوف الطيارين الحربيين وأرسل إلى الولايات المتحده الامريكيه لدراسة الطيران وعاد بعد ثلاث أعوام وقد تخرج نسراً معززاً صفوف طيارينا ليغدو طياراً حربياً فعمل في هذا المجال طياراً مقاتلاً في سلاح الجو الأردني لفتره طويله ثم بعدها تحول إلى طيار 'c130' طيارة نقل عسكريه وفي أتون هذه المرحله من حياته العسكريه وفّق الشهيد باجتياز عدد من الدورات العسكريه في مجالات الحرب الإلكترونية وغيرها في الإعداد والتأهيل وعلوم الطيران ، وتدرج في الرتب حتى حصل على رتبة مقدم طيار.
وشهد له كل من يعرفه بتميزه وتفوقه الواضح في كل شيء وقيادته الواثقه للطائرات والتحلق بها وكأنه نسرا حقيقياً يبعث الإعجاب والتقدير لكل من شاهده . فعاش الشهيد والأب لأسرته محباً لها حنوناً عطوفاً كريماً لا يدخر من جهده في سبيل إسعادهم.
استشهد المقدم الطيار الشهيد نواف ابو داري في 25/7/ عام 2000 اثناء جوله تدريبيه في سهيل الدبة.
و أخيراً وفي هذه الأيام التي نفتقده هو وغيره من الشهداء نسأل الله سبحانه وتعإلى له الجنه في مراتب الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

 

عن صفحة وادي السير