كيف تسهم الحفائر والسدود الترابية بالمناطق الصحراوية في التخفيف من وطأة الجفاف؟

mainThumb
كيف تسهم الحفائر والسدود الترابية بالمناطق الصحراوية في التخفيف من وطأة الجفاف؟

14-11-2024 10:06 AM

printIcon

أخبار اليوم - تنتشر المئات من السدود والحفائر الترابية على طول المناطق الصحراوية شرقي المملكة، فيما تضم محافظة الكرك العديد من هذه السدود والحفائر على امتداد مساحة المناطق الشرقية من المحافظة، وهي تسهم في التخفيف من وطأة الجفاف الذي يسود في مختلف مناطق محافظات الجنوب ومحافظة الكرك على وجه الخصوص بسبب تدني كميات التساقط المطري بالمحافظة.


وتسهم هذه الحفائر في توفير كميات كبيرة من مياه الشرب للمواشي التي تتواجد بشكل رئيسي في مناطق شرقي المحافظة والمناطق المحاذية لها في القرى والبلدات شرقي المحافظة.

وخلال العامين الماضيين، شهدت السدود والحفائر الترابية توسعا في إنشائها من قبل وزارة الزراعة والقوات المسلحة الأردنية ووزارة المياه حرصا على توفير كميات مياه مختلفة الاستعمالات، إضافة إلى إجراء عملية صيانة وتنظيف لتلك السدود والحفائر القائمة منها بسبب تراكم كميات من الطين والتراب نتيجة وجودها في مناطق صحراوية ترابية.

وتسهم عمليات التنظيف والتوسعة للحفائر والسدود الترابية في محافظة الكرك، والتي تنتشر شرقي المحافظة على امتداد الخط الصحراوي، في زيادة سعة السدود وديمومتها طوال العام في حال امتلاء السدود بمياه الأمطار.

وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات أكد خلال لقائه مربي الماشية بالقطرانة أنه، وتنفيذا لتوجيهات الملكية السامية للنهوض بالقطاع الزراعي والمساهمة في التنمية الزراعية، تم وضع خطة مستقبلية للحصاد المائي وإعادة تأهيل أغلب السدود والحفائر، والتي تبلغ طاقتها التخزينية 73 مليون م³، والعمل على زيادة التركيز في تنفيذ أكبر عدد من الحفائر والسدود ضمن البادية الأردنية وكافة المحافظات وبقية المناطق ذات القدرة الإنتاجية في المشاريع الزراعية.

وأكد، أن الوزارة معنية بما يخدم قطاعهم، بخاصة في ظل ما رصدته لقطاع الثروة الحيوانية ودعم المزارعين العام الحالي، مشددا على أن العام الحالي شهد توسعا كبيرا في إنشاء الحفائر، عبر خطة حصاد مائي، لخدمة مربي الأغنام، في حين لفت إلى أن هذا الأمر سيوفر مياها ضمن مناطق تربية المواشي في البادية والمحافظات.

وأشار الحنيفات إلى أن أهمية الحصاد المائي تتلخص في إنشاء الحفائر والسدود الترابية لتوفير المياه خلال فترات مختلفة من العام، وذلك بحجز أكبر كميات من مياه الأمطار وتأمين المياه لمربي الثروة الحيوانية لسقاية المواشي، وبالتالي رفع مستوى الدخل بزيادة الإنتاجية وتنمية وتطوير البيئة في أراضي المراعي، وأيضًا تغذية المياه الجوفية وتخفيف الضغط على الآبار الجوفية.

وتنفذ مديرية الزراعة بمحافظة الكرك بمختلف المناطق عمليات التنظيف والتوسعة للحفائر والسدود الترابية الواقعة شرقي المحافظة قبل فترة من بدء موسم الأمطار لتكون جاهزة لاستقبال أي كميات من المياه الجارية والمتساقطة في المنطقة، وغالبا ما تمتلئ الحفائر والسدود الترابية بكميات كبيرة من الطمي خلال الموسم المطري، مما يعمل على تخفيض سعة السدود والحفائر.

وتنتشر هذه الحفائر والسدود الصحراوية الترابية، التي أُنشئت لتجميع مياه الأمطار في المناطق الصحراوية شرقي المحافظة، وعددها حوالي 25 حفيرة وسدا ترابيا، لحفظ المياه من الهدر في الأودية، ولاستخدامها طوال العام، خصوصا في الصيف لسقاية المواشي.

وتمتد الحفائر والسدود على طول خط انتشار تربية المواشي في بلدات المحافظة الشرقية، خصوصا في القطرانة والأبيض والسلطاني ومحي والحسا والقصر والغوير واللجون، وغيرها من بلدات المحافظة على الواجهة الشرقية، التي ينتشر فيها العدد الأكبر من المواشي في المنطقة.

وخلال السنوات الأخيرة، وبسبب توافر كميات كبيرة من مياه الحفائر والسدود، استغل أهالي المناطق الشرقية الأمر بزراعة محاصيل في المناطق المحيطة بهذه الحفائر، والتي أصبحت تنتج محاصيل زراعية مختلفة، وتوفر فرصًا لعمل الشبان في تلك المناطق.

الموسم الماضي، ورغم تراجع الأمطار في المناطق الجنوبية، فإن غالبية الحفائر امتلأت بالمياه جراء تساقط الأمطار الغزير في المناطق الصحراوية خلال بداية موسم الشتاء، ما أدى إلى توفير مياه كافية لسقي المواشي العام الحالي.

ويعتمد مربو الماشية في لواء القطرانة، ومنطقتي الأبيض والسلطاني والدامخي وباير والحسا، وغيرها، على سقاية مواشيهم خلال العام من السدود والحفائر الترابية.

وأكد مدير زراعة الكرك المهندس مأمون العضايلة، أن المديرية تعمل وفقا لخطة الحصاد المائي التي أطلقتها الوزارة، والتي تهتم بزيادة أعداد الحفائر لتجميع مياه الأمطار في المناطق الصحراوية، لمنع هدرها في الأودية، وتوفير المياه للمواشي وزيادة مخزون الآبار.

وأضاف، أن بعض هذه الحفائر تتسع لنحو 100 ألف م³، في حين يتسع بعضها لنحو 25 ألف م³، وهي منتشرة على طول خطوط القرى في المحافظة من الجهة الشرقية، مشيرا إلى أن مديرية الزراعة تدرس أوضاع الحفائر، خصوصا أن بعضها بحاجة إلى الصيانة بعد مرور أكثر من 20 عاما على إنشائها.

وبين العضايلة، أن كوادر المديرية قامت خلال الفترة الماضية بعمليات تنظيف وتوسعة للحفائر والسدود الترابية حرصا على زيادة كفاءتها لتجمع كميات كبيرة من المياه خلال موسم الأمطار.

وأشار الناطق الإعلامي لوزارة الزراعة لورنس المجالي، إلى أن مناطق محافظة الكرك تضم زهاء 54 سدا وحفيرة ترابية منتشرة في مختلف مناطق المحافظة وعلى امتداد جغرافية المحافظة، وبسعة تصل إلى حوالي مليونين و340 ألف متر مكعب من المياه التي يتم استخدامها بمختلف الاحتياجات، وخصوصا لمربي الماشية طوال العام.

كما أشار إلى أنه تم خلال العامين الماضيين إنشاء زهاء 150 سدا وحفيرة ترابية بمختلف مناطق المملكة ليصل المجموع على مستوى المملكة حوالي 283 سدا وحفيرة ترابية بسعة تصل إلى 73 مليون متر مكعب.

وخلال موسم الأمطار العام الماضي، امتلأت أغلبية السدود والحفائر الترابية الموجودة بالمنطقة، والتي تمتد على طول الخط الشرقي لمحافظة الكرك، إضافة إلى بعض السدود غير الرسمية التي تتواجد على مجاري الأودية التي جف بعضها وما يزال بعضها الآخر يضم كميات جيدة من المياه حتى الآن.

ويؤكد مربو الماشية، أن وجود الحفائر الترابية في مناطق رعي المواشي في المناطق الشرقية خفف من الكلف المرتفعة على المربين في شراء ونقل مياه الصهاريج لمواشيهم، إذ كانوا ينقلون المياه بواسطة صهاريج لمسافات طويلة من خطوط الأنابيب في مناطق القطرانة والأبيض والحسا والسلطاني والغوير زحوم، أو يشترونها من آبار خاصة، مشددين على أنه بوجود تلك الحفائر، أصبح الماء متوفرا في مناطق وجود الثروة الحيوانية.

وأكد الناشط البيئي رائد الضمور، أن وجود الحفائر والسدود الترابية ساهم في التخفيف من وطأة الجفاف الذي ساد بالمنطقة خلال الأعوام الأخيرة لأنه حفظ كميات كبيرة من المياه التي تتشكل في الصحراء ويتم حجزها بالسدود، وهي توفر جزءا كبيرا من احتياجات المربين للمواشي من مياه الشرب، إضافة إلى مساهمة الحفائر في حماية البيئة المحلية للطيور والحيوانات البرية.

وطالب الضمور، بإنشاء مزيد منها في المناطق المنخفضة والأودية لتجميع المياه في موسم التساقط المطري، بعد أن كانت تذهب هدرا في مجاري الأودية والسيول دون فائدة.

وقال مربي الماشية سمحان الحويطات، إن وجود الحفائر في مناطق مختلفة وفر المياه للمواشي في مناطق انتشارها، بدلا من الانتقال لمسافات طويلة للحصول على المياه، خصوصا في حالة الجفاف التي تسود حاليا بالمنطقة من أكثر من 4 سنوات، مشيرا إلى أن وجود الحفائر خفف من الأعباء المالية المترتبة على المربين بشراء المياه لشرب المواشي، ما يسهم بتوفير دخل إضافي لهم كان يصرف لشراء المياه من آبار خاصة.


الغد