الغور الشمالي .. ضحية جديدة للكلاب الضالة وسط قلق من تزايد انتشارها

mainThumb
الغور الشمالي.. ضحية جديدة للكلاب الضالة وسط قلق من تزايد انتشارها

13-11-2024 09:41 AM

printIcon

أخبار اليوم - تعيش عائلة الطفل يوسف الرياحنة وسط حالة من القلق والتوتر، وهي ترى ابنها الذي لم يكمل من عمره 3 أعوام بعد، وهو ملقى على سرير الشفاء إثر تعرضه للنهش من قبل كلاب ضالة هاجمته قبل يومين قرب منزله في منطقة المشارع بلواء الغور الشمالي التابع لمحافظة إربد.


الرياحنة الذي يرقد حاليا في مستشفى أبو عبيدة الحكومي، تعرض لجروح في رأسه وأماكن عدة أخرى في جسده، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية له وبدأت حالته الصحية بالتحسن، في الوقت الذي يخضع فيه للمتابعة الدقيقة.

ووفق ما يقول والد الطفل يوسف لـ"الغد"، فإن ابنه خرج للبقالة القريبة من منزله في منطقة المشارع، وأثناء الوقوف بجانب البقالة، قامت مجموعة من الكلاب بالهجوم على الطفل ونهشه في أكثر من مكان بجسده، مشيرا إلى أنه ما يزال يعاني من جروح في أنحاء متفرقة من جسده، كما أنه يعاني من حالة نفسية سيئة، إذ يرفض الخروج من المنزل أو الذهاب إلى أي مكان.

من جانبه، أكد مدير مستشفى أبو عبيدة الدكتور مؤيد شكور البشتاوي، أن قسم الطوارئ في المستشفى استقبل صباح أول من أمس، طفلا يبلغ من العمر عامين ونصف العام، إثر تعرضه لهجوم من قبل كلاب ضالة.

وأضاف البشتاوي لـ"ألغد"، أن الكوادر الطبية في المستشفى عملت على تقييم حالة الطفل وتقديم العلاج الفوري له، مؤكدا أن حالته الصحية تخضع للمتابعة الدقيقة في ظل الإصابات التي تعرض لها.

وتأتي هذه الحادثة، وسط مطالب متزايدة من الأهالي بضرورة وضع حلول للحد من أنتشار الكلاب الضالة في المناطق السكنية، التي بات يزداد خطرها على المواطنين، خصوصا الأطفال، حيث شهد اللواء وقوع العديد من الحوادث المشابهة.

ويؤكد العديد من المواطنين في لواء الغور الشمالي، أن أعدادا كبيرة من الكلاب الضالة، تتجول في الشوارع وداخل الأسواق وبين الأحياء السكنية على مدار الساعة، لافتين إلى أنها تبحث عن طعام في حاويات النفايات وتنبشها، فيما تهاجم الأطفال وكبار السن أحيانا وبأعداد كبيرة، ويقوم المواطنون بطردها، لكن دون جدوى.

وبحسب المواطن محمد الدبيس من منطقة الشيخ حسين، فإن ابنه خرج للمدرسة، وأثناء مشيه في الطريق تمت مطاردته من مجموعة من الكلاب المنتشرة في الشوارع، حيث قام بالهرب، وأثناء ذلك سقط وتعرض لكسور في أنحاء متفرقة من جسده، مؤكدا أنها ليست الحالة الأولى، بل إن هناك العديد من الحوادث التي وقعت جراء الهروب من الكلاب الضالة.

أما المواطن محمد الخشان من المنطقة ذاتها، فيقول "إن طفلة لا تتجاوز الـ8 أعوام تعرضت للعقر من كلاب ضالة وأحدثت خدوشا قطعية في وجهها ومناطق مختلفة في جسمها، ولولا تدخل مواطنين لإنقاذها لاستمرت بنهش جسدها وتمزيق ملابسها".

وأشار الخشان، إلى أن مواطنين تقدموا بشكوى إلى بلدية طبقة فحل والبلديات المجاورة من أجل مكافحة الكلاب الضالة، لافتا إلى أن أعداد الكلاب الضالة في تزايد مستمر بعد إيقاف البلدية قنصها وتسميمها منذ أعوام.

وطالب المواطن شادي الدبيس، من البلديات المنتشرة في اللواء بـ"التصدي لهذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد آخر، خصوصا بعد أن فشلت البلديات في تجميعها في محمية تتوفر فيها احتياجات للكلاب من مأكل ومشرب ورعاية صحية".

وأشار إلى أن سبب انتشارها في الأحياء السكنية يعود لارتفاع كميات النفايات في الشوارع، وأعداد نابشي النفايات وتفريغ حاوياتها، ما يسهل على الكلاب الضالة الحصول على طعامها، ويجعلها تلك الحاويات مرتعا لها.

ولفت الدبيس، إلى أن "الكلاب تجوب المرافق العامة كالمدارس والشوارع وفي الحدائق العامة، مما يجبر الأطفال وذويهم على البقاء في المنازل أو الخروج مع الأطفال في كل مشوار وإن كان الوقوف في باب المنزل، مما خلق حالة من القلق والتوتر في البيوت".

وتجرم المادة 452 من قانون العقوبات الأردني رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته "قتل حيوان غير مملوك للفاعل" بالحبس لمدة لا تتجاوز سنتين، كما جرمت المادة ذاتها "من ضرب أو جرح حيوان بصورة تؤدي إلى منعه من العمل أو تلحق به ضررا جسيما" بعقوبة الحبس لمدة أقصاها شهر أو بغرامة لا تتجاوز 20 دينارا.

وسجل في إربد منذ بداية العام الحالي 1280 حالة عقر، فيما سجل العام الماضي 1400 حالة، وفي العام 2022 سجل نحو 1300 حالة، وفي العام 2021 بلغت الحالات المسجلة 1222، وفي العام 2020 بلغ عدد حالات العقر المسجلة في إربد 1116، وفق مدير صحة إربد الدكتور شادي بني هاني.

وتبلغ كلفة علاج الشخص الواحد الذي يتعرض لعقر من كلب 600 دينار، وفق بني هاني، الذي أشار إلى أن المطعوم يعطى لكل شخص تعرض للعقر من حيوانات معروفة بنقلها لمرض داء الكلب، مبينا أن من يتعرض للعقر يعطى 6 جرعات وقائية تبدأ من لحظة دخوله إلى المستشفى، بينما تستكمل باقي الجرعات في عيادات التطعيم العامة حتى لا تحدث للشخص أي مضاعفات.

ومن جانبه، أكد رئيس بلدية طبقة فحل كثيب الغزاوي، أن كوادر البلدية تعمل على تنظيف الحاويات والشوارع لمنع انتشار الكلاب الضالة، وجرى تنظيم العمل في الأسواق التجارية.

وبخصوص انتشار الكلاب، أكد أن طبيعة المنطقة الجبلية تساعد على انتشار الكلاب الضالة في المنطقة، مؤكدا أن هذا دور البلدية بتنظيف ومنع تجمعات النفايات فقط.

الغد