"العطوة العشائريّة" صمام أمان المجتمع
"العطوة العشائريّة" ضمان للسلم الأهلي وحماية للأمن المجتمعي
الشيخ طلال الماضي: العطوة العشائريّة تُسهم في ضبط النفس واحتواء المشاعر المتأجِّجة.
الماضي: العطوة العشائريّة هدنة لغاية تدخُّل القضاء العادل
الماضي: العطوة العشائريّة تؤدي دوراً محورياً في حفظ النفس البشرية وتثبيت الحقوق المشروعة.
أخبار اليوم - سمير الصمادي - تُعد العطوة العشائريّة من أبرز العادات الاجتماعيّة التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا، والتي تسعى إلى التوصل لتسوية بين أطراف النزاع حقنًا للدماء وحفظاً للأرواح والممتلكات؛ كخطوة أولى قبل أن يتدخل القضاء للبت في القضيّة.
والعطوة تعني أن يقوم طرف محايد من الوجهاء وبتكليف من الطرف المعتدي، بالذهاب إلى الطرف المُعتدى عليه للإقرار بالذنب والاعتذار والاستعداد للتعويض وتلبية طلبات الطرف المتضرِّر، وهي محدَّدة بمدَّة زمنيّة، في سبيل منع تفاقم القضيّة ووأد الفتنة وجبر الخواطر.
الماضي: العطوة العشائريّة هدنة لغاية تدخُّل القضاء العادل
العين السابق الشيخ طلال صيتان الماضي قال لـ "أخبار اليوم"، إنَّ العطوة العشائريّة تمثِّل مرحلة هامّة في حل النزاعات المجتمعيّة، فهي بمثابة هدنة أوليّة تهدف إلى تهدئة النفوس وإيقاف التصعيد بين الطرفين المتنازعين.
وأضاف: "العطوة تأتي كمرحلة مبدئية في قضايا النزاعات، إذ تُسهم في ضبط النفس واحتواء المشاعر المتأججة، مما يمنع تصاعد المواقف إلى ما قد يكون ضاراً لكلا الطرفين".
الماضي: العطوة العشائريّة تؤدي دوراً محورياً في حفظ النفس البشرية وتثبيت الحقوق المشروعة
وفي سياق حديثه عن الحفاظ على الأمن المجتمعي، أوضح الشيخ طلال أنَّ العطوة العشائريّة تؤدي دوراً محورياً في حفظ الأنفس وتثبيت حقوق المتضررين، إذ تُمنح هذه العطوة باتفاق الطرفين على الالتزام بتهدئة الأجواء ومنع أي شكل من أشكال العنف أو الإيذاء خلال مدَّة العطوة المتَّفق عليها.
وأكَّد أنَّ "العطوة تثبِّت الحق وتحفظ الكرامة، وتتيح للأطراف المتنازعة حماية أنفسها وأسرها وممتلكاتها في ظل الأجواء المشحونة".
ويرى الماضي أنَّ العطوة تساهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي، وتعطي كل طرف حقّه المشروع بعيداً عن أيَّة تدخلات قد تؤثِّر في مسار القضيّة.
منع تطور التوترات السلبيّة وتعزيز ترابط النسيج الاجتماعي
كما يرى الماضي أنَّ من أهم أدوار العطوة العشائريّة منع أي تطورات سلبيّة للنزاعات التي قد تتحول إلى ردود فعل تتسم بالعنف، بالإضافة إلى أنَّها تعزِّز من ترابط النسيج الاجتماعي.
وأضاف: "في حال غياب العطوة، قد تتصاعد القضايا العشائريّة إلى مستويات مقلقة تؤدي إلى فقدان السيطرة ووقوع حوادث مؤسفة".
وبحسب الماضي، فإنَّ العطوة تعمل كحاجز أمام التصعيد، وتضمن تهيئة بيئة آمنة لكلا الطرفين، وهي بذلك تشكل درعاً في وجه أي أعمال قد تزعزع الاستقرار، وتؤدي إلى عواقب وخيمة.
إتاحة الفرصة للقضاء لممارسة دوره المستقل في رد الحقوق
وأشار الماضي إلى أنَّ الهدف الأساسي من العطوة هو توفير وقت كافٍ للتدخل الحكيم، في انتظار البت النهائي من قبل القضاء، الذي يمثِّل المرجعيّة الحقيقيّة في رد الحقوق وإحقاق العدالة.
وشدَّد على أنَّ "العطوة تمنح فرصة للقضاء للتدخل بشفافيّة تامَّة واستقلاليّة دون ضغوط مجتمعيّة قد تؤثر في سير القضيّة، مما يعزز الثقة بالنظام القضائي، ويجعل المجتمع شريكاً في حماية الحقوق واحترام العدالة".
وختم الشيخ الماضي حديثه بالتأكيد على أنَّ القضاء يُمكن أن يمارس دوره بفعاليّة، إذ تأتي العطوة كعامل دعم للسلم الأهلي والاستقرار، حيث تساعد على إزالة التوتر والعداوة وتحقيق عدالة راسخة يشعر بها جميع الأطراف.