سهم محمد العبادي

خلال جولات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الأخيرة، برزت ملاحظات المواطنين وشكاواهم المتعلقة بنقص الخدمات العامة والاحتياجات الأساسية.

هذه الزيارات، التي وُصفت بالمفاجئة، كشفت عن مشكلات تراكمت على مدار سنوات، مما أثار تساؤلات حول استمرارها وعدم معالجتها بشكل جذري في حينه.

مع كل زيارة، يتساءل الأردنيون: هل ستُحدث زيارات حسان تغييرًا حقيقيًا، أم أنها ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة وعود طويلة لم تكتمل؟
الكثير من المناطق تعاني نقص حاد في الخدمات وتباطؤ في تلبية احتياجاتها، ورغم المطالب المتكررة من قبل المواطنين، إلا أن الأمور غالبًا ما بقيت عند حدود الوعود دون تنفيذ فعلي، مما يزيد الشكوك حول جدية الإصلاحات وفعالية المحاسبة.

المواطن الأردني، الذي يتطلع إلى نتائج ملموسة تعيد الثقة بينه وبين حكومته، عانى كثيرًا من تجارب سابقة لم تُسفر عن حلول حقيقية.

تأتي هذه الزيارات في سياق يُعيد إلى الأذهان زمن الشهيد وصفي التل، الذي كان يُعرف بنزوله إلى الميدان والالتقاء بالمواطنين والاستماع لهم مباشرة، والتعامل مع قضاياهم بجدية وحزم، مع التزام بتقديم الخدمات بعدالة ونزاهة ومحاسبة فورية لأي تقصير من قبل المسؤولين.

الفجوة بين المواطن والحكومة، التي لا يتحملها الرئيس الحالي، هي نتيجة تراكمات ووعود سابقة لم تُنفذ، حيث تركزت السياسات بشكل كبير على العاصمة عمان، بل على بعض مناطقها، بينما بقيت باقي المملكة تعاني نقص الخدمات، مما عمق الشعور بالإهمال.

الأردنيون، الذين يُعرفون بإخلاصهم الكبير لوطنهم وقيادتهم، قدموا تضحيات جسيمة للحفاظ على أمن بلدهم واستقراره، وخضّبوا دحنون الأردن بدمائهم الطاهرة.
لذلك، هم يتطلعون لمسؤولين يبادلونهم نفس الإخلاص، ويعملون بجدية على تحقيق الإصلاحات المطلوبة بعيدًا عن التسويف والمماطلة.

ما يريده المواطن هو رؤية خطوات جادة تُعيد له الأمل، ليس فقط بالمستقبل، بل بالحاضر أيضًا.

السؤال الأبرز يبقى: كيف يمكن ضمان عدم تكرار المشكلات نفسها بعد زيارات رئيس الوزراء؟

الأردنيون يطمحون أيضًا إلى آليات رقابية أكثر فعالية تضمن معالجة المشكلات وتلبية الاحتياجات بشكل عادل وسريع.

في نهاية الأمر، يبقى الأمل معقودًا على أن تكون زيارات حسان بداية لإصلاح جاد يعيد الثقة بين المواطن والحكومة، ويحقق التطلعات نحو مستقبل أفضل يتسم بالعدالة والشفافية.
ولا بد أن نرى جميع المسؤولين في الميدان، فهذا الوطن لنا جميعًا، وخدمته واجب على كل مواطن ومسؤول، فالإمكانيات يجب أن تُسخر لخدمة الأردنيين وتلبية احتياجاتهم بشكل صادق وفعّال فخدمة الأردنيين شرف عظيم.