الشباب .. جسر العبور إلى المناصب أم عماد المستقبل؟

mainThumb
الشباب.. جسر العبور إلى المناصب أم عماد المستقبل؟

31-10-2024 06:03 PM

printIcon


الشباب في قلب خطط الإصلاح.. أم في الهامش؟

أخبار اليوم - عواد الفالح - على مدى العامين الماضيين، تصدرت قضايا الشباب أجندة الإصلاح والتطوير في الأردن، حيث ركزت الخطط على أهمية دور الشباب في تحقيق النهضة الوطنية، وشكّلوا المحور الأساسي لكل مبادرة ومشروع. لكن مع انتهاء الانتخابات، تراجع الحديث عنهم بشكل ظاهر ليختفي حضورهم في المشهد العام، حتى إن الشباب أنفسهم اختفوا، وكأن دورهم اقتصر على الفترات الانتخابية فقط.

الشباب.. حضور مؤقت في الفنادق وغياب دائم في الميدان

رغم وجود المبادرات الشبابية التي تُعلن في المؤتمرات والفعاليات، إلا أن العديد من الشباب يؤكدون أن تلك المبادرات تنتهي بمجرد مغادرة قاعات الفنادق أو انتهاء وجبات الغداء التي تقام على شرف الحضور. يقول محمد، شاب من إحدى قرى محافظة البلقاء: "المبادرات تبدأ وتنتهي داخل الفنادق الفاخرة، ولا تصل إلى القرى أو المخيمات أو الأرياف أو البوادي، مما يجعلنا نشعر بأننا غير معنيين بهذه البرامج".

الدور السياسي للشباب.. من الحضور إلى التهميش

لم يقتصر التراجع على المبادرات التنموية فحسب، بل طال أيضًا الدور السياسي للشباب الذي كان محورًا رئيسيًا في الإصلاحات المعلنة. يشير علاء، شاب من مخيم البقعة، إلى أن: "الشباب لم يعودوا شركاء في العمل السياسي، فالدور الذي كان يُسوَّق على أنه جزء من الإصلاح غاب مع انتهاء الانتخابات، وأصبحنا نشعر وكأننا وسيلة للعبور فقط، لا أكثر".

الشباب يتساءلون: هل كان الحديث عن الإصلاح مجرد مرحلة وانتهت؟

يطرح الشباب تساؤلات عديدة حول جدية الالتزام بإشراكهم في العملية الإصلاحية الشاملة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. يقول سالم، من الكرك: "نتساءل دائمًا، هل الحديث عن الشباب ودورهم في الإصلاح والسياسة والاقتصاد كان مجرد موضوع لمرحلة معينة وانتهى؟ أم أن هناك رغبة حقيقية في بناء شراكة مستدامة تسمح لنا بالتمكين والمشاركة الفعّالة؟"

الشباب من الريف والبوادي.. لا تمكين ولا شراكة حقيقية

رغم الترويج لفكرة تمكين الشباب، إلا أن الشباب في المناطق الريفية والمخيمات يعانون التهميش المستمر. يقول فهد، من الكرك: "نحن نعيش في فقر وبطالة وقلة في الوظائف، وكأن التمكين مجرد شعار، بينما الواقع مختلف تمامًا". الشباب يرون أن هذه المشاكل هي مسؤولية الدولة، التي يجب أن تجد المشاريع الكبرى القادرة على استيعاب العاطلين عن العمل.

الفقر والبطالة.. ضغوط مضاعفة على الشباب

مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، أصبح الشباب يواجهون ضغوطًا اقتصادية كبيرة. تشير ليلى، شابة من محافظة الطفيلة: "لا يمكن فصل الحديث عن الشباب عن الحديث عن المرأة، فالشباب يشمل الشابات أيضًا. ولكن الواقع يظهر أن النساء لا يحصلن على التمكين الكامل سواء كجزء من الشباب، أو من خلال مبادرات تمكين المرأة. في نهاية الأمر، نشعر أننا خارج إطار أي عملية دعم حقيقية".

الشباب.. الجسر إلى المناصب والمكتسبات

يتفق العديد من الشباب على أن دورهم اقتصر على كونه "جسر عبور" للبعض إلى المناصب والمكتسبات الشخصية. ترى رنا السالم، شابة من عمان: "نشعر أننا كنساء لا نندرج تحت دعم الشباب ولا تحت مبادرات تمكين المرأة، مما يجعلنا نواجه تحديات مزدوجة وصعوبات في إثبات وجودنا في المشهد الاقتصادي والسياسي".

أين الخطط الاستراتيجية لمستقبل الشباب؟

يتساءل الشباب باستمرار عن غياب الخطط الاستراتيجية لزيادة مساهمتهم في مستقبل الوطن. يقول سامر، وهو ناشط شبابي: "أين هي الاستراتيجيات التي تعمل على تمكين الشباب وإشراكهم بفعالية؟ للأسف، لا نرى منظومة حقيقية تعمل لصالح الشباب، بل نُدفع فقط للتحمس في السياسة لخدمة مصالح الآخرين، أو للوجود الشكلي في الاقتصاد". تضيف ياسمين، شابة ناشطة في المجتمع المدني: "نحن نحتاج إلى شراكة حقيقية تشمل الشباب من الذكور والإناث على حد سواء، فالدعم المجزأ يتركنا نحن النساء في وضع لا يضمن لنا تمكينًا حقيقيًا".

نحو شراكة حقيقية.. مطالب الشباب

يطالب الشباب اليوم بضرورة إشراكهم بفعالية في المشاريع والبرامج، بما يحقق التمكين الفعلي في التعليم والعمل والسياسة. وتؤكد الشابات على أهمية إطلاق مشاريع تنموية تُراعي احتياجاتهن، وتدمجهن بشكل فعّال في عملية صنع القرار. وختامًا، يصرح الشباب والشابات بأنهم ليسوا مجرد "جسر" للآخرين، بل هم عماد المستقبل وصانعو التغيير الحقيقي.