سياسي وقائد عسكري أموي يعتبر شخصية خلافية في حياته وبعد موته وحتى الوقت الحاضر، كان يسفك الدماء لأدنى شبهة، لكن البعض يقول إنه حافظ على تماسك الدولة الإسلامية.
ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في الطائف، موطن عشيرته ثقيف مع مولد الدولة الأموية، وشب فصيحا يساعد والده في تعليم الصبيان، ولكنه ملّ التعليم وقاده طموحه إلى السياسة.
وعندما كان الحجاج في الـ 24 من عمره، أعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة في مكة، وحكم الحجاز وسيّر أخاه مصعبا إلى العراق فحكمها، ولم يبق لبني أمية سوى الشام ومصر. وبعد سنين قلائل تولى الخلافة في الشام رجل قوي هو عبد الملك بن مروان.
وترك الحجاج التعليم وارتحل إلى الشام وانضم إلى شرطة عبد الملك بن مروان، وأصبح قائدا سياسيا.
ومن الروايات التي تحكى عنه أنه رأى مرة رجاله يأكلون في غير موعد أكل ودعوه إلى طعامهم، غير أنه حرّق عليهم خيمتهم وعاقبهم، فشكاه قائده إلى الخليفة الذي أصلح بينهما، لكنه أدرك أن من بين رجاله من يملك قلبا قويا.
ومضى عبد الملك بن مروان إلى العراق لمحاربة مصعب بن الزبير واصطحب معه الحجاج، وقتل مصعب وعاد العراق إلى حظيرة الدولة الأموية، لكن عبد الله بن الزبير ظل في مكة ينادي بالخلافة في الحجاز.
الحجاج يقاتل الخوارج
أرسل عبد الملك بن مروان الحجاج إلى عبد الله بن الزبير في جيش كبير. واحتمى الأخير بالحرم المكي فضرب الحجاج الكعبة بالمنجنيق وحاصر الحرم حتى قضى على ابن الزبير وقتله وصلبه. ولم يهتم لقرابة ابن الزبير بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بأن أمه هي أسماء بنت أبي بكر الصديق.
ويعتبر الحجاج شخصية خلافية، فمنهم من يلعنه ومنهم من يمتنع عن ذلك بحجة أن الرجل قضى على الانشقاق في الدولة الإسلامية ومنع ازدواجية الخلافة.
يروى أن عبد الملك بن مروان قال للحجاج في ساعة صفاء: صف لي نفسك، فرد عليه قائلا "أنا حقود حسود ولا أعرف رجلا أشد مني إقداما على الدم..".
وبعد أن استقامت الخلافة لبني أمية، أرسل عبد الملك الحجاج إلى العراق واليا، وبدأ عهده في الكوفة، حيث ألقى خطبته المشهورة، فهدد الناس وحملهم على السيف كي يخرجوا معه لقتال الخوارج الذين كانوا يثيرون القلق في العراق.
وبعد موت عبد الملك تولى الخلافة ابنه الوليد الذي ازداد تمسكا بالحجاج الذي مات عن 55 عاما.
الجزيرة نت