أخبار اليوم - مع استمرار تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي، خسائر بشريه في صفوف جيشه على جبهتي غزة ولبنان، خلال الساعات الـ24 الماضية، تعالت أصوات الإعلام الإسرائيلي، مؤكدة دفع "الجيش" أثمان باهظة.
وفي سياق جبهة قطاع غزة، سيما منطقة جباليا شمالي القطاع، أبرز محللون تحديات المواجهات المتصاعدة، حيث يواجه "الجيش" مقاومة شرسة رغم محاولاته المتكررة لاقتحام المنطقة.
وعلقت القناة الـ13 الإسرائيلية على ذلك، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي" يدفع "ثمنا باهظا" في عملياته العسكرية على الحدود الجنوبية (قطاع غزة) والشمال (جنوب لبنان).
مقتل 3 جنود
ولفتت إلى أن حصيلة الاشتباكات الأخيرة في غزة شملت مقتل 3 جنود إسرائيليين، بينما شهدت الجبهة الشمالية مع حزب الله مقتل 10 جنود، وإصابة عشرات آخرين في معارك متفرقة على مدار اليوم الماضي.
أما هيلل بيتون روزين، مراسل الشؤون العسكرية في قناة 14، فقد كشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بالخسائر في صفوف الجيش، موضحا أن 5 جنود إسرائيليين قُتلوا عشية العيد، في حين سقط 5 آخرون ظهر اليوم التالي.
وذكر روزين إلى أن قذائف هاون استهدفت قافلة عسكرية كانت تتحرك في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل الجنود وجرح نحو 20 آخرين، مؤكدا أن الحادثة تُعد من بين الأحداث "المؤلمة" التي تجسد ثمن الحرب "القاسي جدا".
من جانبه، كشف مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12، نير دفوري، إلى حادثة نوعية أخرى، حيث باغتت خلية فلسطينية قوة إسرائيلية كانت تقوم بتمشيط موقع في غزة، بعد أن خرجت الخلية من نفق بالمنطقة، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الجنود نتيجة الهجوم المفاجئ.
حدث قاس
وفي السياق ذاته، أشار أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13، إلى "حدث قاسٍ" وقع في جباليا صباح أمس الجمعة، حيث انفجرت عبوة ناسفة كبيرة بدبابة من اللواء 460 أثناء هجوم للفرقة 162.
وأوضح أن العبوة انفجرت خلال مرور الدبابة، مما أدى إلى مقتل 3 من أفراد طاقمها، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يعاني من ضغوط متزايدة في جباليا، رغم نشر 3 ألوية لمواجهة المقاومة الشرسة التي تشمل استخدام صواريخ مضادة للدروع وعبوات ناسفة، وزرع الفخاخ لاستهداف القوات الإسرائيلية.
من جانبه، تحدث ينون شالوم يتح، مراسل الشؤون العسكرية في قناة أي 24، عن تعقيدات المواجهات في جباليا، حيث تواجه قوات الجيش مقاومة غير مسبوقة في ظل رفض السكان المحليين إخلاء المنطقة، مرجعا ذلك إلى رمزية جباليا لدى سكان غزة الذين يعتبرون سقوطها بمثابة سقوط للقطاع بأكمله.
منطقة مليئة بالعبوات
وأضاف "يتح" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عاد لمحاولة اقتحام جباليا للمرة الثالثة، لكن المنطقة لا تزال مليئة بالعبوات الناسفة والألغام، وتحصيناتها المعقدة تجعلها تحديا كبيرا أمام القوات، إذ يواجه الجيش نقاط مراقبة للمقاومة الفلسطينية تستهدف تقدمه بشكل دقيق.
وعلى الجبهة اللبنانية، حذر نوعام تيبون، قائد الفيلق الشمالي السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، من مغبة التورط الإسرائيلي في جنوب لبنان، واصفا المعارك هناك بأنها "مستنقع لبناني".
وأكد أن ما يُروج له بشأن كسر حزب الله لا يعكس الحقيقة، حتى مع اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، معتبرا أن أي تأخير أو إطالة لأمد المعارك ليس في مصلحة (إسرائيل).
زيادة عدد الأيتام والأرامل
وأشار تيبون إلى أن الخسائر المتزايدة تترك خلفها أعدادا كبيرة من الأيتام والأرامل، ما يدفع للتساؤل حول جدوى استمرار العمليات.
وفي السياق ذاته، أوضح يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن (إسرائيل) استطاعت القضاء على عدد من قادة حزب الله في الجنوب، لكنه حذر من أن التنظيم ما زال يحتفظ بقدراته الصاروخية، ولديه هيكل تنظيمي قوي يسمح له بالتعافي واستعادة قدراته.
وأكد زيف أن الحل الأمثل يكمن في التوجه نحو تسوية سياسية، مشيرا إلى أن استمرار العمليات العسكرية قد يزيد تعقيد الأوضاع، ويضاعف خسائر الجيش.