سهم محمد العبادي
في معترك الحياة وتحدياتها، يتصدر رجال قلائل المشهد بأدوارهم المؤثرة في شتى المجالات، ويأتي الدكتور يعقوب ناصر الدين، رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط، على رأس هؤلاء. إنه شخصية جمعت بين الوطنية الحقة، العمل الأكاديمي الرائد، الدور الاجتماعي الفاعل، والإسهامات الاقتصادية والسياسية، واضعًا بصماته بعمق في مسيرة الأردن ونهضته.
رجلٌ لا يعرف التراجع أو الكلل، استطاع بفضل فكره الثاقب أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في مختلف الساحات، مؤمنًا بأن التغيير يبدأ بدعم الشباب وتوجيههم نحو الإبداع والتميز، لأنهم عماد النهضة وأمل المستقبل. يُعتمد عليهم في بناء الأوطان وازدهارها، حيث كان دائمًا يقول:
"إنّ بناء الوطن يحتاج إلى عزيمة الشباب وإصرارهم، فهم بناة اليوم وقادة الغد."
إيمانه العميق بدور الشباب لم يكن مجرد شعار، بل واقعًا عكسه من خلال بيئة أكاديمية داعمة للابتكار والبحث العلمي، مما أسهم في تعزيز مكانة الأردن على المستويين الإقليمي والدولي. فهو يرى أن طموحات النهضة تبدأ من الشباب وتزدهر بتوجيههم واستثمار طاقاتهم في بناء وطن قوي.
على المستوى السياسي، كان الدكتور ناصر الدين من الأصوات التي لطالما دافعت عن مصالح الأردن، مؤكدًا على أهمية الوحدة الوطنية كركيزة أساسية للاستقرار والازدهار. ويرى أن القيادة الراشدة للبلاد تمثل حجر الأساس في تحقيق الأمن والتنمية المستدامة. وقد أعرب مرارًا عن اعتزازه بدور القيادة في دفع مسيرة التقدم، مؤكدًا أن الولاء للوطن والالتفاف حول مؤسساته هو جوهر الوطنية الحقيقية.
يعتبر الدكتور يعقوب ناصر الدين شخصية جامعة لا تفرق، فهو رجل يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لبناء مجتمع متماسك، مستندًا إلى قيم التآخي والتعاون. تجمع حوله مختلف أطياف المجتمع، مقتدين بخصاله وأخلاقه العالية، فهو يدعو دائمًا إلى التقارب والعمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف الوطنية.
اقتصاديًا، كان له دورٌ بارزٌ في تحفيز ريادة الأعمال وخلق فرص العمل للشباب، ما ساهم في تخفيف البطالة ودعم الاقتصاد الوطني. يرى أن الاقتصاد المزدهر يبدأ من استثمار الطاقات الشابة وتوظيفها بشكل فاعل، وأن قوة الأردن تكمن في تماسكه الاجتماعي والسياسي، تحت ظل الاستقرار السياسي والإدارة الحكيمة للبلاد.
اجتماعيًا، جسّد الدكتور ناصر الدين معنى العطاء والمروءة، حيث كان دائمًا في مقدمة الصفوف عند تقديم المساعدة للمحتاجين والمساهمة في المبادرات الاجتماعية، مؤكدًا أن بناء الأوطان يبدأ من بناء المجتمع.
وفي لحظات المحن، كان للدكتور ناصر الدين مواقف إنسانية راسخة. ففي جائحة كورونا، كان من أوائل الداعمين والمساندين، وحين فقدت والدي، رحمه الله، قبل مناقشة رسالة الماجستير، كان أول الحضور في تلك اللحظة، متحديًا كل الصعوبات. حضوره كان مثل الأب الحنون، مما ترك أثرًا عميقًا في قلبي، مؤكدًا مدى أصالته وإنسانيته الفريدة.
الدكتور يعقوب ناصر الدين هو رجل يمتد تأثيره من شمال الأردن إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، فهو صوت الشباب وأملهم، شخصية وطنية واقتصادية وأكاديمية جامعة، لا تفرق بل تجمع، تقتدي به خصال الرجال، ومثاله يُحتذى في العمل الوطني. وكما قال الشاعر:
"تراه إذا ما جئته متهللاً .. كأنك تعطيه الذي أنت سائلهُ."
إن الدكتور يعقوب ناصر الدين، بفكره وطموحاته الشاملة، يبقى في طليعة الرجال الذين يرفعون راية الأردن عاليًا. هو رجل صنع اسمه بجهوده وإسهاماته، يُمثل الأمل والمستقبل، يؤكد دائمًا أن الشباب هم أساس النهضة الحقيقية للأمة، وأن وحدة الوطن وإدارة موارده بحكمة هي الدعامة الرئيسية التي تضمن أمن واستقرار الأردن وتقدمه.
نسأل الله أن يبارك في مسيرته وأن يمنحه الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء والبناء، ويظل دائمًا رمزًا للعمل الوطني والاجتماعي والاقتصادي في خدمة الأردن.