أخبار اليوم - رباب دوله تعتبر الجامعات الأردنية من أهم المؤسسات التعليمية التي يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز النشاط الحزبي والسياسي لدى الشباب. ومع انطلاق مشروع الإصلاح الشامل في الأردن، بات من الضروري تعزيز العمل الحزبي داخل الجامعات، حيث إن هذه البيئة الأكاديمية تزخر بالكفاءات الشابة والطموحة، التي تشكل حجر الأساس لأي مشروع سياسي هادف يسعى لتحقيق تطلعات المجتمع.
الجامعات تُعد حاضنة طبيعية للنشاط الحزبي والسياسي، لما تتمتع به من حيوية في الفكر والنقاش والنشاط الطلابي. هذه البيئة يمكن أن تشكل فرصة ذهبية للأحزاب الأردنية للاقتراب من الشباب وفهم احتياجاتهم وتطلعاتهم. ومع تطوير البرامج السياسية التي تخدم مصالح الطلاب واهتماماتهم، يمكن للأحزاب أن تعزز من وجودها داخل الحرم الجامعي وتساهم في بناء جيل واعٍ سياسيًا وقادر على المشاركة الفعالة في الحياة العامة.
النشاط الحزبي في الجامعات لا يُعدّ هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لبناء قاعدة حزبية واعية تمتلك رؤية واضحة وتؤمن بقدرتها على إحداث تغيير إيجابي. من هنا، يتوجب على الأحزاب تطوير برامجها لتشمل القضايا التي تهم الشباب، مثل التعليم، وفرص العمل، والحقوق المدنية والسياسية. كما أن الجامعات يمكن أن تكون ساحة للتنافس بين الأحزاب على تقديم أفضل الأفكار والحلول، مما يساهم في تعزيز الديمقراطية والعمل السياسي الإيجابي.
إلا أن نجاح التجربة الحزبية في الجامعات يعتمد على عدة عوامل، من بينها توفير بيئة قانونية آمنة ومشجعة للنشاط الحزبي، بعيدًا عن أي ضغوط أو تقييدات قد تعيق حرية التعبير والعمل الحزبي. كما أن على إدارات الجامعات والجهات المسؤولة دعم النشاط الحزبي ضمن ضوابط واضحة، تحترم حق الطلاب في الاختيار والانخراط السياسي، مع الحفاظ على مبادئ النزاهة والشفافية في العمل الحزبي.
إن النشاط الحزبي في الجامعات لا يقتصر على تعزيز الحضور الحزبي فقط، بل يمتد ليشمل تعزيز الثقافة السياسية لدى الطلاب، وتعريفهم بآليات العمل الحزبي والديمقراطي، مما يساعدهم على فهم أعمق للقضايا الوطنية والمشاركة الفاعلة في حلها.
بالمجمل، يمكن للجامعات أن تلعب دورًا مركزيًا في تمكين الأحزاب وتطويرها، إذا ما تم استغلال هذا الفضاء بشكل صحيح وموجه نحو خدمة الطلاب وتطلعاتهم، مما سيشكل نقطة انطلاق حقيقية لتعزيز المشاركة السياسية وتطوير المشهد الحزبي في الأردن.