رحيل الغرايبة


لقد شعرت بالذهول والدهشة العظيمة لهذه القصة العجيبة ..
الحاجة لطيفة ربة بيت في احدى قرى المفرق.. من عائلة تملك شلية غنم مباركة ، استطاعت ان توفر مبلغا جيدا عبر سنوات طويلة فقامت بالتبرع بمالها الذي يصل الى مائة الف دينار لبناء مدرسة ابتدائية للقرية على حسابها ، دون علم احد ، ودون مقابلات تلفزيونية ، حسبة لله وحدة ..
نموذج الحاجة لطيفة نموذج المرأة الاردنية الاصيلة ، التي نشات على الفطرة السليمة والسجية الطيبة ، تعطي بلا مقابل ودون طلب للشهرة ولا للحصول على مقعد نيابي او وزاري او تقرب من اي جهة ..
هذا النموذج هو الذي يستحق التقدير والتدريس في مناهجنا المدرسية .. لا نسويات ولا منح خارجية ولا مؤتمرات ولا فنادق ولا ازياء ولا عطور ولا استعراض .. ولا تدريب على ثقافة الجندر ولا النوع الاجتماعي ..
اذا اراد الاردنيون التقدم وتطوير انفسهم وبناء وطنهم وحماية مستقبل ابنائهم عليهم العودة الى اصالتهم وجوهرهم غير الملوث بلا زيف ولا تقليد ولا تبعية ذليلة ، ولا انسلاخ من هويتهم وثقافتهم ..
نحن قادرون على صناعة قوتنا واستعادة ذاتنا اذا استطعنا التخلص من المزيفين ومن الطارئين ومن المهزومين ومن كل الكائنات الطفيلية التي تعتاش على عرق الفلاحين وكدح الحراثين ، ومن كل الفاسدين الذين اكلوا الزرع وبورا الارض وطيروا البركة واهلكوا الحرث والنسل ...