يتنافس في العالم مشروعان اقتصاديان كبيران؛ القاسم المشترك بينهما انهما يمران عبر العالم العربي الذي يلعب دورا محدودا فيهما او يقوم بدور المتلقي.
اما الاول وقد مضى قدما فهو طريق الحرير الصيني، فيما الثاني والذي ما زال حبرا على ورق فهو ما سمي بالممر الاقتصادي الكبير الذي يربط آسيا بأوروبا عبر الشرق الأوسط وهو مشروع اميركي.
على مدى عقود طويلة لم تتمكن الدول العربية ان تطرح مشروعا اقتصاديا دوليا او ان تبادر اليه وقد ظلت تمارس دور المتلقي للافكار والمشاريع المطروحة سواء كانت تصب في مصلحتها ام ضدها، فهل الدول العربية عاجزة عن طرح مثل هذه المبادرات؟!
ان العجز الذي يميز الدول العربية يترجم نفسه في الفشل حتى الان في استكمال مشاريع عربية عربية كانت طرحت في القمم الاقتصادية وغيرها واسندت مهام متابعتها للجان الاقتصادية في الجامعة العربية.
ليس هناك قاعدة مشتركة تنطلق منها الدول العربية لطرح مثل هذه المشاريع الكبرى فليس هناك مشروع عربي مشترك واحد عبر الحدود يمكن البناء عليه.
خطورة المشاريع الدولية عبر بلدان العالم العربي هي انها ترتكز الى ثروات الدول الغنية منها وعلى القوى البشرية للدول الفقيرة منها بمعنى انها تستغل امكانات الدول العربية من دون توزيع عادل للعوائد اما لمَ فهذه هي طبيعة دول الممر.
ما زال اصحاب نظرية الحلول الاقتصادية متمسكين بنظريتهم رغم ما لاحقها من فشل.
خيبات الامل كثيرة لكن ما يبعث على الحزن هو ان العالم العربي او الدول الناطقة باللغة العربية عاجزة عن طرح مشروع يعبر عنها وعن طموحاتها بينما تكتفي بلعب دور المتلقي او المنفذ!
qadmaniisam@yahoo.com