لهؤلاء؛ كفوا عن «التظاهر» وتضامنوا مع وطنكم

mainThumb

02-10-2024 01:12 AM

printIcon

التحجج بالخوف على الاردن والتضامن مع الاشقاء ومحاولة فصل الموقف «الرسمي عن الشعبي» يجب ان يتوقف من قبل بعض المستعرضين اذا ما كانوا صادقين بحرصهم على وطننا، فالمطلوب منا جميعا اليوم هو «تفويت الفرصة» على من يتربصون بنا شرا ويسعون لزعزعة استقرارنا، فلماذا الان وفورا ؟

انا شخصيا اعتبر ان ساحات الاعتصامات والتظاهر «ارضية خصبة» للمتسللين من اصحاب «الفتن» واثارتها في المجتمع، والاهم انني على قناعة تامة بان استقرارنا مستهدف وجبهتنا الداخلية مستهدفة وبشكل كبير الان من قبل الاعداء الذين بتنا نسبب لهم ازعاجا واحراجا بالعالم بمعركة «دبلوماسية شرسة» يقودها جلالة الملك عبدالله وخارجيتنا وكان اخرها خطاب «الملك المزلزل» من على منصة اكبر مؤسسة بالعالم الامم المتحدة.

الدولة ومن اول يوم للعدوان لم تمنع التظاهر والاعتصامات التضامنية لا بل انها وفرت الحماية وكل ما يلزم لضمان سلامة المعتصمين وباحترافية تامة،فهم يهتفون لغزة ونصرتها ساعة وساعتين بينما تبذل الدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها جهودا جبارة لايصال المساعدات اليها من غذاء ودواء ومستشفيات، وتقاتل دبلوماسيا دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه وبكل امكانياتها المتاحة.

الدولة ومن اول يوم وهي «تصارع التحديات» و«تقاوم المتغيرات» لابقاء حالة الاستقرار الاقتصادي حماية لكل الاردنيين من ويلات الانهيار الاقتصادي والانزلاق لمراحل صعب العودة منها، فهي حافظت على الاستقرار «النقدي والمالي» و«قوة الدينار» و«انسيابية البضائع» وتوفيرها بكميات كبيرة لضمان عدم ارتفاع اسعارها، وتمكنت بجهود جبارة من جعل «النار» بردا وسلاما على الاردنيين.

نعم التظاهر اليومي وفي اماكن مكتظة بالسكان وحيوية اقتصاديا وسياحيا يضر باستقرارنا الاقتصادي، كما ان استمرارها سيكون بمثابة بئية خصبة للمغرضين والحاقدين والساعين لاشغالنا محليا عن ما يدور خارجيا ومن حولنا وما يخططه العدو للمنطقة، وهنا لابد من السؤال فهل التضامن مع غزة يجعلنا نضحي باستقرارنا الذي نحن بسببه ما زلنا مستمرين بكسر حصارها ومساعدتها والدفاع عنها في كل العالم.

خلاصة القول،انا ضد التظاهر والاعتصام لاجل التضامن مع الغير على حساب الوطن واستقراره، والاهم انني ضدها لانها لاتسمن ولا تغني من جوع باستثناء انها اصبحت «منبرا» لبعض الاستعراضين والمزاودين و«متعددي الولاءت»، واعتبرها «قنبلة موقوتة» قد تزعزع استقرارنا بأي لحظة خاصة اننا بتنا نشاهد فيها من يسعى لاستفزاز «رجال الامن» والاساءة لهم دون مبرر، فوتوا الفرصة عليهم وتضامنوا مع غزة ولبنان بما ينفعهم من «مساعدات وتبرعات» لا بالهتافات الانهزامية والاستفزازية.