ماذا نعرف ولا نعرف عن إسرائيل ؟! ملخص ما نقرأ ونتابع يوميا من نشرات و اخبار لصحف ووكالات انباء وقنوات عربية عن إسرائيل خاضع لرغبات وميول غرائزية سياسية.
وهو من متتاليات العواطف والمواقف والانحيازات السياسية، وسواء العرب المنحازون الى اسرائيل، والعرب المؤمنون في بقايا السلام، والعرب المتخندقون في عداء مطلق من المقاومة.
ومئة عام من عمر الصراع العربي / الاسرائيلي.
و لا يملك العرب والفلسطينيون مركزا للابحاث والدراسات الإسرائيلية. و لم يتعلموا اللغة العبرية ولم يقرؤوا تاريخ اليهود واسرائيل، ولا يفكرون في الاخر « العدو».
ما ينشر في الاعلام العبري غير متجانس ومتضارب بالمرجعيات الايدولوجية والسياسية.
في الاعلام العبري تنوع ونزوع في النقد الذاتي، ويقدم الاعلام وجبات اعلامية يوميا في نقد ومراجعة سياسة الدولة. من المفروض من الاعلام العربي ان يقدم بانوراما وتصورا شاملا لعناصر المشهد الاسرائيلي كله.
ليس فقط انتقاء مقالات تدين حكومة اسرائيلية، وتهاجم نتنياهو، ولا شأن ولا قيمة للرأي العام العربي بها.
و المفارقة، ان دعاة السلام والتطبيع يبحثون عن مقالات إسرائيلية تلبي افكارهم وتتناغم مع اطروحاتهم والعكس.
و اختيار المقالات العبرية، واعادة نشرها منوطة في النوايا والايدولوجيات وليست تنويرية وتوعوية وتثقيفية.
اعرف عدوك.. ومن بعد حرب 67 واطلقت دعوات سياسية واعلامية لمعرفة العدو، ومطابقة الوعي الزائف وكي الوعي العربي. و هناك من يريدون ان يروا في اسرائيل ما يرغبون، ويعانون من فوبيا وعسر هضم ديمقراطي.
و في اسرائيل، يهتمون في اعلامنا العربي وليس ذلك مستغربا، وما نسمعه ونتابعه على منصات سويشل ميديا اسرائيلية، وصفحات متخصصة في العالم العربي.
إسرائيل، تعرف عن بلادنا والعالم العربي، واكثر مما نعلم عن انفسنا وذاتنا. التنسيق العربي حول الترجمة العبرية ليس قائما، والترجمة مازالت جهدا فرديا، وما تأسس في بلدان عربية اصيب بالعياء والتراخي والكسل.
معرفة العدو تتطلب وعيا بالذات، ولكن العربي اليوم يعيش في حالة اغتراب واستلاب وجهل في الذات والاخر والعالم. العرب يرفعون شعار شعار اجهل عدوك. ولطالما لاذ العرب في فلسفة الاستخفاف في الاخر عدوا او غير عدو.
في العراق ولبنان كانت هناك تجارب رائدة في مجال الترجمة، ومعرفة الصهيونية وتاريخ اسرائيل، وتم اجهاضها مبكرا.