أخبار اليوم - حذر عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية وأستاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية ومكافحة الأوبئة الدكتور ضرار بلعاوي من تجاهل المخاطر الصحية الموسمية لاسيما مع انخفاض درجات الحرارة وتقلب أنماط الطقس.
وبين ان التحول الموسمي يجلب معه تحديات صحية عديدة، فمع تراجع حرارة الصيف وانخفاض درجات الحرارة وتقلب أنماط الطقس، تصبح أجسامنا عرضة لمجموعة من الأمراض، لذا فإن فهم هذه المخاطر الصحية الموسمية، والتعرف على علامات وأعراض الأمراض الشائعة، واتخاذ خطوات استباقية لحماية أنفسنا وأحبائنا هو أمر بالغ الأهمية.
وأضاف إن التحول المفاجئ من الأيام الحارة المشمسة إلى الطقس البارد الرطب، يعطّل التوازن في جسم الإنسان، وبالتالي يمكن أن تضعف أجهزة المناعة لدينا، التي اعتادت على حرارة الصيف، مما يجعلنا عرضة لمجموعة من الفيروسات والبكتيريا.
وأوضح بلعاوي أن من أكثر الأمراض شيوعا خلال هذا الموسم هو نزلات البرد، التي تسببها مجموعة من الفيروسات وتعرف باسم الفيروسات الأنفية، حيث تزدهر في درجات الحرارة الباردة وتنتشر بسهولة عبر الهواء، مما يجعل الأماكن المغلقة والمزدحمة مثل المدارس والمكاتب أرضا خصبة للعدوى، وغالبا ما تشير الأعراض مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال والحمى الخفيفة، إلى بداية هذا المرض المزعج ولكنه غير ضار عادة.
ويشكل مرض الإنفلونزا تهديدا أكثر خطورة وفق بلعاوي، والتي تتميز بارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة وآلام الجسم والتعب، ويمكن أن تكون لها مضاعفات خطيرة، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن والنساء الحوامل والأفراد الذين يعانون من حالات صحية كامنة.
وبالنسبة للمخاوف التنفسية، اعتبر أن فصل الخريف يجلب زيادة في أمراض الجهاز التنفسي، إذ يمكن أن يهيج الهواء البارد الرئتين، خاصة لأولئك الذين يعانون من حالات موجودة مسبقا مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
ويعد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) مصدر قلق آخر كما ذكر بلعاوي، خاصة للرضع والأطفال الصغار، مما يسبب أعراضا تتراوح من علامات تشبه البرد إلى صعوبات شديدة في التنفس، لذا فإن إدراك العلامات التحذيرية أمر بالغ الأهمية، مثل السعال المستمر الذي ينتج عنه بلغم، أزيز، وضيق في التنفس، وضيق في الصدر، فتفاقم أعراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقا تتطلب عناية طبية فورية.
أما بخصوص طرق تعزيز الدفاعات عن الجسم، أشار إلى أن الوقاية كما هو الحال دائما تظل أفضل خط دفاع، حيث يوصى بشدة بالتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا للجميع، وخاصة الفئات السكانية الضعيفة، وبالمثل قد يستشير الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي مزودي الرعاية الصحية بشأن لقاح المكورات الرئوية، والذي يوفر الحماية من الالتهاب الرئوي.
وتابع بأن اللقاحات أيضا تلعب دورا مهما في تعزيز المناعة، بالإضافة إلى النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة العناصر الغذائية الأساسية، وممارسة الرياضة بانتظام، حتى المشي المعتدل في هواء الخريف المنعش، تقوي دفاعات الجسم.
ولفت بلعاوي إلى أن المحافظة على رطوبة الجسم تعد أمرًا بالغ الأهمية، خاصة وأن الهواء البارد يمكن أن يكون جافا بشكل خادع، كما أن ساعات النوم الكافية تتيح لأجسامنا الراحة وتجديد شبابها، مما يعزز استجابتنا المناعية بشكل أكبر.
وفيما يتعلق بالعلاجات المنزلية، نوه إلى أنه لأجيال لجأ الناس إلى لمسة الطبيعة الشافية لمكافحة الأمراض الشائعة، حيث تحظى تحظى نبتة إبرة الراعي (البلارجونيوم) المعروفة علميًا باسم Pelargonium sidoides، بمكانة خاصة في الطب التقليدي، نظرا لخصائصها القوية المضادة للفيروسات والبكتيريا والمعززة للمناعة، والتي تمت دراستها علميا ومعترف بها، تجعلها أداة قيمة خلال موسم نزلات البرد والإنفلونزا.
كما يمكن أن توفر العلاجات المنزلية البسيطة حسب بلعاوي الراحة من متاعب الخريف الشائعة، كالغرغرة بالماء الدافئ والملح، أو شرب الماء الدافئ بالليمون والعسل لتوفير الراحة لالتهاب الحلق، بينما لا يقتصر دور وعاء حساء الدجاج الدافئ على كونه طعاما مريحًا فحسب بل يمكن أن يساعد فعليا في تكسير احتقان الأنف.
ونادى إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة وحمايتهم خلال فصل الخريف، إذ ينبغي تشجيع كبار السن الذين غالبا ما يعانون من ضعف في جهاز المناعة، على تلقي لقاحات الإنفلونزا والمكورات الرئوية، ناهيك عن المحافظة على رطوبة أجسامهم والحفاظ على نظافة جيدة هما أمرين حيويين لصحتهم.
وفيما يخص النساء الحوامل، شدد على أن يكونوا حذرين بشأن صحتهن، وطلب المشورة الطبية على الفور إذا عانين من أي أعراض شبيهة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى أهمية إعطاء الآباء ومقدمي الرعاية الأولوية لغسل أيدي الأطفال الصغار، وأن يكونوا يقظين لأي علامات تدل على ضيق في الجهاز التنفسي.
ولفت بلعاوي إلى إن إدراك المخاطر الصحية الموسمية الشائعة، واعتماد تدابير وقائية مثل اللقاحات والعادات الصحية، والاعتراف بالحاجة إلى الرعاية الطبية المتخصصة، يمكننا من الاستمتاع بهذا الوقت المميز من العام، والتعامل مع تغير الفصول بثقة وضمان خريف وشتاء صحي للجميع.
الرأي