الدكتور عبدالكريم اليماني
خلال مروري في كثير من الإشارات الضوئية في شوارع العاصمة عمان الحبيبة لاحظت ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي وُجود عدد كبير من بائعي الصحف ومعظم هؤلاء تجاوزت أعمارهم السبعينات أو أكثر، وفي هذا الصباح كان على أحدا الإشارات الضوئية رجل طاعن في السن يحمل الصحف في يد، وفي اليد الأخرى عكاز يرتكز عليها في منظر يثير الشفقة والحزن على شباب هؤلاء وكيف آلت بهم الأوضاع، وتردت عليهم الظروف، وهم يقفون ساعات طويلة، ويتحركون بين السيارات، وعندما تفتح الإشارة يهرولون وهم لا يستطيعون للوقوف على الرصيف خوفاً من حركة السيارات المسرعة.
آمل من أصحاب القرار والمعنيين أن يجدوا حلاً يحفظ كرامة هؤلاء الأفراد، فهناك العديد منهم. لقد قاموا بدورهم في شبابهم، وقدّموا الكثير في مرحلة كانت لديهم القدرة على العمل والتنقل والوقوف لساعات طويلة. والآن، في خريف العمر، هم بحاجة إلى الراحة والرعاية، وتوفير الدواء والغذاء لهم، وضمان حقوقهم في حياة كريمة. يجب أن تتولى مؤسسات اجتماعية رعايتهم، أو يتعين على أبنائهم الالتزام قانونياً برعاية والديهم، كما أمرنا ديننا الإسلامي.
( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) وأمركم بالوالدين إحسانا أن تحسنوا إليهما وتبرّوهما . وقوله تعالى في محكم كتابه الكريم ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ).