أخبار اليوم - لم يتخيل الكابتن حسام الحرازين الحكم الدولي السابق يومًا، أن يكون ملعب الشهيد محمد الدرة الذي أدار فيه مئات المباريات، أن يصبح مركزا للإيواء، حيث ذهل ولم يستوعب عندما شاهد الخيام والمعرشات المنتشرة في كل شبر من الملعب، والتي حلت محلّ اللاعبين، بينما أصبحت المدرجات موطنا لنشر الملابس المغسولة".
الحكم المساعد الحرازين، الذي شارك في إدارة عدة مباريات عربية وآسيوية ودولية، وبعض المباريات بين الأندية الأوروبية في دولة قطر، اضطر أن يدخل الملعب نازحًا، بعدما اشتد عليه وعلى أسرته الجوع، وتعرض للحصار في منطقة سكناه بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ملعب الشهيد محمد الدرة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الذي كان يركض فيه الحرازين صائدا للمخالفات خلال مباريات كرة القدم، أصبح الآن يركض بسرعة مهرولا للبحث عن متطلبات الحياة اليومية من مياه صالحة للشرب وطعام وغيره، وسط حالة من الذهول وعدم تصديق لم يحدث.
صمتت المدرجات خلف الحرازين، ولم تسمع حناجر هتفات الجماهير لفرقها، وأُسدل الستار على مظاهر الحياة الكروية، وعلت أوجاع وآهات النازحين الذين أُجبروا على ترك منازلهم، ولجؤوا إلى هذا الملعب ليواجهوا أقسى ظروف الحياة.
أصبح كل هم الحرازين في هذه الظروف أن يوفر حياة آمنة لعائلته، فوقْع القذائف والصواريخ مخيف، وهو يعمل المستحيل كي يُشعرهم بالأمان، بعدما كان الطموح قبل السابع من أكتوبر أن يصبح مقيما دوليا للحكام والتميز في مجاله.
ولم يكن واقع لاعب كرة القدم الدولي السابق حسام وادي أفضل حالا من الحرازين، فهو الأخر اضطر رفقة عائلته للعيش في خيمة بعدما ترك منزله بمدينة غزة، في ظل الحرب المشتدة وانتشار المجاعة في في الشمال.
وادي من لاعب محترف وأحد نجوم الكرة الفلسطينية، إلى نازح في خيمة مع العائلة، وهو حال معظم الرياضيين في غزة، كغيرهم يتذوقون مرارة العيش، في ظل حرب ضروس لم تفرق بين أحد.
وادي الذي لعب لعدة أندية في دوري المحترفين بالضفة الغربية المحتلة، وارتدى شارة قيادة المنتخب الوطني يوما ما، وهو أول لاعب سجل هدفا للفدائي على أرض فلسطين في تصفيات كأس العالم على ملعب الشهيد فيصل الحسيني، كما دافع عن ألوان المنتخب لأكثر من 10 سنوات، وشارك في عدة بطولات آسيوية ودولية، وحقق العديد من البطولات مع ناديه اتحاد الشجاعية.
ويقضي وادي يومه كغيره بالبحث عن احتياجاته من حطب ومياه وغيرها، مستغربا من عدم تدخل الجهات الدولية المسئولة عن الرياضة لحمايتهم، أو توفير أدنى متطلبات الدعم أو التواصل معهم على الأقل.
وبات أبسط تطلعات وادي حاليا إنتهاء الحرب والعودة لمنزله، والعيش بكرامة وممارسة حياته الطبيعية.
الإعلامي الرياضي محمد العجلة، تذوق المرارة بأطعم مختلفة، حيث تعرض منزله المكون من 6 طوابق للهدم قبل عدة أسابيع، وانتقل للعيش في خيمة، ومن إن لبث من صدمة قصف المنزل، حتى وصله خبر استشهاد شقيقه قبل يومين رفقة زوج أخته، وهو خبر وصفه بالصاعقة.
محمد العجلة يعتبر من أبرز الإعلاميين الرياضيين في فلسطين، ويتميز بتغطية جميع الألعاب الجماعية، ومراسل إذاعي ومعلق ومحرر رياضي في ذات الوقت.
محمد العجلة فقد مصدر رزقه بعد توقف النشاط الرياضي، ويعاني كبقية أبناء شعبه، حيث عرض الكاميرا الشخصية التي يستخدمها في عمله لتغطية المباريات للبيع، لكي يتمكن من توفير قوت يومه لأطفاله، وزادت المعاناة بعد فقد المآوى.
ويأمل محمد العجلة بانتهاء الحرب في أقرب وقت، لإعادة بناء حياته من جديد بعزيمة وإصرار وتشبث بالأرض.