أخبار اليوم - أدلى أسرى فلسطينيون بشهاداتهم عن هول ما عانوه من تعذيب "وحشي"، وتحقيق يجبرهم القول بما لم يقترفوه هروبًا من أساليب الضغط الممارسة بحقهم، في سجون الاحتلال وتحديدًا بسجن النقب الذي بات يُعرف بـ "مقبرة الأحياء".
ووثق محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين رصد خلال زيارته لسجن النقب الصحراوي، صورة مما يواجهه الأسرى، بخاصة تفشي الأمراض، ورفض إدارة السجن تقديم العلاج لهم.
ونقل محامي الهيئة عن الأسير ابراهيم سعيد سالم (39 عامًا)، من مخيم العين بنابلس، الذي يعاني من من مرض سكابيوس، حيث تفاقم بشكل كبير في الآونة الاخيرة، وهو يطالب بالعلاج لكن دون جدوى.
ونقل المحامي على لسان الأسير سالم: "الأوضاع قاسية جدا والاعتداءات متنوعة ومتكررة، وتمارس بحقنا بشكل ممنهج، وإدارة السجون تتعمد التجويع الجماعي للأسرى، مما أدى الى انخفاض أوزاننا، فأصبحنا كالهياكل العظمية، وأغلبنا نعاني من الهزل والإرهاق".
وكان الأسير قد اعتقل بتاريخ 15/01/2008، وصدر بحقه حكم بالسجن مدة 26 عامًا.
ونقل المحامي عن الأسير جهاد ابراهيم ناصر( 26 عامًا) من مخيم قلنديا، أنه عانى من اصابة متطورة ومتقدمة بمرض سكابيوس "الجرب"، الذي استفحل في جسده، حيث أصبح جافًا ومقشرا بشكل كامل، وانتشرت الدمامل والالتهابات في كل أنحاء جسمه.
ولكن المفاجأة كانت خلال الزيارة الأخيرة للأسير، حيث طرأ تحسن كبير على صحته وتعافى بشكل كامل، ولا يوجد أي أثر للمرض على جسده، رغم أنه لم يخضع لأي علاج.
واعتقل ناصر بتاريخ 01/12/2021، وصدر بحقه حكما بالسجن لمدة 4 سنوات.
وفي وقت سابق، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من تفشي الأمراض الجلدية عمومًا، ومرض "السكابيوس" خصوصًا، بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
وقالت هيئة الأسرى في بيان لها، إن "الأسرى يعيشون حياة جحيم وموت، ومرض "السكابيوس" انتشر بين الأسرى الأشبال بسجن عوفر بشكل كبير وسريع، وأعراضه أصحبت تظهر على أجسادهم بشكل مزعج".
ولفتت إلى أن الأسرى الأشبال بدأت تظهر على أجسادهم الحبوب، والدمامل، وأصبحوا يعانون من احمرار الجلد الذي يمنعهم من النوم بسبب الحكة والألم، مؤكدةً أن لأمراض الجلدية عامة، ومرض "السكابيوس" بات يهدد حياتهم بشكل حقيقي، الأمر الذي دفع سجون الاحتلال لإغلاق عدد من السجون أمام زيارات المحامين جراء هذا المرض.
وأضافت الهيئة "هناك تركيز كبير على استهداف الوضع النفسي للأسرى وتحطيم محتواهم الداخلي، وذلك من خلال الإهانات الجسدية واللفظية التي تصدر من قبل إدارة وشرطة السجون، إلى جانب إجبار الأسرى على الجلوس بوضعيات معينة خلال إجراء العدد، حيث يجبروا على الركوع على الأرض وأيديهم على رؤوسهم ووجوههم نحو الحائط، و يفرض عليهم السير على خطوط مرسومة على الأرض خلال الخروج للفورة والتحرك فيها".
وأكدت أن الطعام الذي يقدم للأسرى لا زال سيئاً كماً ونوعاً، كما أ هناك نقصًا حادًا في الملابس والأغطية، إلى جانب انتشار الأمراض الجلدية، و غياب مواد التنظيف والمعقمات.
ولفتت الهيئة إلى أن معتقل عوفر يضم غالبية الأسرى القُصر، اذ يبلغ عددهم 150 معتقلا من أصل 260 آخرين، ولا يتم التعامل معهم بأي خصوصية، نظراً لأعمارهم الصغيرة وأجسادهم النحيلة، بل على العكس يستغل ذلك في الانتقام منهم وزيادة معاناتهم.
وطالبت منظمة الصحة العالمية بتحمل مسؤولياتها اتجاه كافة الأسرى وتحديداً القصر منهم، فإن قلة النظافة والحرمان من امتلاك المنظفات والمعقمات والاغتسال خلال وقت قصير جداً وعدم توفر الملابس والأغطية، يجعل من أجسادهم بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الأمراض.