سياسي فلسطيني لـ "أخبار اليوم": ما يجري في الضفة الغربية هو "الانقلاب الصامت" بتغيير الإدارة المدنية الفلسطينية وإلحاقها بالوزارات الإسرائيلية

mainThumb
سياسي فلسطيني لـ "أخبار اليوم": ما يجري في الضفة الغربية هو "الانقلاب الصامت" بتغيير الإدارة المدنية الفلسطينية وإلحاقها بالوزارات الإسرائيلية

29-09-2024 03:30 PM

printIcon

أخبار اليوم تالا الفقيه – في ظل استمرار الانتهاكات التي تمارسها حكومة الاحتلال ومستوطنوها في الضفة الغربية، من اعتقال وتهجير والاستياء على ممتلكات الفلسطينيين، إلا أن السلطة الفلسطينية لا تحرك ساكنة.

الخبير السياسي أشرف العكة قال لـ "أخبار اليوم" أنه في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة وما يجري من أحداث وتطورات، دلالة على أن هذا الاحتلال مستمر في تنفيذ مخططاته الكبرى ضد الضفة الغربية وضد القدس، وهذا السلوك الإسرائيلي له أبعاد أيديولوجية واستراتيجية، وليس أهداف مؤقتة، سواء كان القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين وما يجري الآن هو هجمة حقيقية لحرب شاملة على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة، مؤكدا أن ذلك يتطلب موقفا حقيقيا وواضحا من قبل السلطة الفلسطينية.

أشار العكة أن ما يجري الآن في الضفة الغربية من قبل حكومة الاحتلال هو "الانقلاب الصامت" أي تغيير للوظائف الإدارة المدنية الفلسطينية والحكم العسكري وإلحاقها بالمؤسسات المدنية والوزارات الإسرائيلية، مبينا أن ذلك دليل على عمليات التهجير التي تسعى إليها حكومة الاحتلال تحديدا كمرحلة أولى وبشكل متدرج ما يجري عمليا في بناء وإقامة حزمة أمنية في محيط المستوطنات ومصادرة مئات آلاف الدونمات وأشكال الهجمات الاستيطانية والقمع والضغوط التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني، لذلك لا بد من بلورة رؤية وطنية فلسطينية لمواجهة الاحتلال واستخدام كل أشكال النضال الفلسطيني الذي يمكن له أن يحقق إنجازات كلية في ظل انشغال إسرائيل بحربها في غزة ولبنان.

وأوضح أن السلطة الفلسطينية أصبحت تتغطى بالمجموعة السداسية العربية والمواقف الجماعية العربية، وتذهب إلى المحافل الدولية، وتراهن على أن هذا هو الطريق الوحيد لمواجهة هذه الهمجية والسلوك الإسرائيلي، مشيرا أن هذا الصراع يمكن أن يمتد إلى ما هو أكبر وأكثر من ذلك وهنالك خطورة لاتساع دائرة العنف والنزاع في المنطقة، وبالتالي أصبح من الضروري أن تقوم السلطة الفلسطينية بقراءة طبيعة التحولات الحادثة من جهة، وعلى مستوى الإقليم من جهة ثانية لاستنهاض كل عناصر القوة والفعل الفلسطيني الجماعي عبر الوحدة والمصالحة الفلسطينية لبلورة موقف سياسي يرتكز أساسا إلى تطبيق قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي التي أخذت في عام 2015.

وفي السياق نفسه لفت إلى ضرورة استعادة السلطة الفلسطينية للوجود الفلسطيني المعبر عن الهوية الوطنية التي تمثل السلطة الفلسطينية، ولكن هذا يحتاج إلى استراتيجية فلسطينية شاملة والاتفاق على برنامج سياسي كفاحي ونضال فلسطيني يأخذ بعين الاعتبار هذه التحديات والتحولات التي تحدث في المنطقة وخاصة ما جرى في الساعات الماضية من تحول كبير في السلوك الإسرائيلي والتهديد باجتياح بري لشمال لجنوب لبنان ما هو إلا دليل واضح على النوايا الإسرائيلية التي لا تخص فقط القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.

وغياب السلطة الفلسطينية عن ما يحدث في الضفة كشف العكة أنه أضعف قدرة المؤسسات الفلسطينية وأعاق عملها؛ مما يعود سلبا على قدرة السلطة الفلسطينية على إدارة شؤون الناس اجتماعيا وقضائيا وقانونيا واقتصاديا في الضفة الغربية.

أكد العكة على ضرورة تصرف عاجل من قبل السلطة؛ لأن الانتظار ومحاولة الحفاظ على الوضع الراهن لا يسعف الحالة الفلسطينية ولا القيادة الفلسطينية، وخصوصا في حال إنهاء الاحتلال عملياته وعدوانه سنكون أمام كارثة كبرى تنتظر الضفة الغربية، فأصبح من الضروري أن لا تعتمد السلطة الفلسطينية فقط على المسار السياسي والدبلوماسي، ويجب أن تحصن الجبهة الداخلية الفلسطينية، وأن تثبت الشعب الفلسطيني على أرضهم وتعزز صمودهم، وهذه تتطلب وحدة وطنية فلسطينية واستراتيجية شاملة وبتنسيق مع الأشقاء العرب، وعلى رأسهم الأردن.