"سألقاه قريبًا ولن أتركَه وحده" .. المُسن "محمد شلح" اشْتعل قلبُه شوقًا لنجله فكُتب لهما لقاءٌ أبدي!

mainThumb
"سألقاه قريبًا ولن أتركَه وحده".. المُسن "محمد شلح" اشْتعل قلبُه شوقًا لنجله فكُتب لهما لقاءٌ أبدي!

04-09-2024 02:06 PM

printIcon

أخبار اليوم - في صباح يومٍ مشرق، كانت شمس غزة تطل على المدينة بنورها المعتاد، ولكن هذه المرة كان ذلك النور يخفي وراءه غمامة من الحزن والألم. فقرب عيادة الرمال بمدينة غزة، كانت أصوات الطائرات تخترق السماء، لتعلن عن جريمة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال بحق أهالي المدينة المنكوبة هناك.

سقط الشهيد المسن محمد شلح، ليودع الحياة ويلتحق بنجله "عبد الله" الذي استشهد في أكتوبر الماضي بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

نفّذت طائرات الاحتلال الحربية صباح الاثنين الماضى، غارة على سيارة تتبع لبلدية غزة، في محيط عيادة الرمال غربي المدينة، ما أدى لارتقاء أربعة من الشهداء بينهم المسن محمد شلح، الذي التحق بنجله الشهيد "عبد الله".

ألم الفراق

لم يكن استشهاد المسن "محمد" مفاجئًا لمن يعرفه، والقول لأرملته، فمنذ استشهاد نجله "عبد الله" في أكتوبر الماضي، حمل زوجي في قلبه ألم الفراق وصبر الرجال الصامدين، فعبد الله، كان من أشد الشبان شجاعةً وصمودًا، فقد حياته في غارة إسرائيلية استهدفته بالقرب من منزلنا في حي الشجاعية.

وأضافت: كان وداع "عبد الله" قاسيًا على والده، لكنه لم يزده إلا صمودًا وإصرارًا على البقاء في مدينته التي أحبها وعشقها منذ نعومة أظافره.

وأشارت إلى أن عائلتها نزحت من منزلها في حي الشجاعية أكثر من سبع مرات، نتيجة القصف المتواصل والدمار الذي خلفه الاحتلال خلال توغله لأحياء مدينة غزة.

ورغم تلك المآسي، كانت العائلة تجد في كل مرة مكانًا تأوي إليه، ولكنها لم تنسَ لحظةً واحدةً ما فقدته وما عانته.

وأشارت إلى أن عائلته في نهاية المطاف استقرت وبعد أن نزحت أكثر من مرة بمقر وزارة الصحة بغزة، الذي تحول إلى مركز إيواء للنازحين الذين دُمرت منازلهم بفعل آلة الحرب الصهيونية.

ولفتت إلى أنه ورغم صعوبة الحياة كان العم "محمد" دائمًا ما يرفع معنويات عائلته ويزرع فيهم الأمل والإصرار على البقاء في المدينة وعدم التوجه لجنوبي القطاع.

وتتذكر أرملة الشهيد "محمد" لحظات كثيرة قضتها معه طوال الأيام الصعبة، مشيرة إلى أن زوجها كان معروفًا بين أهله وجيرانه بروحه المرحة وحبه لبلدته، فرغم كل ما واجهته العائلة من صعوبات، كان يرفض بشدة الاستجابة لدعوات الاحتلال للانتقال إلى جنوب القطاع، التي كان يدّعون أنها مناطق آمنة.

وتابعت: لم يكن زوجي ليقبل الركوع لأوامر الاحتلال، وكان يرى في البقاء في مدينة غزة نوعًا من المقاومة، حتى لو كان الثمن الجوع أو الحياة تحت القصف.

لقاء قريب

وفي الأيام الأخيرة من حياته، كان زوجي يبدو أكثر هدوءًا وتصميمًا، وكان يعرف أن الاستشهاد قد يكون قريبًا، لكنه لم يكن يخشاه، وكان يعتبره نوعًا من الالتقاء بنجله "عبد الله" الذي كان يحبه كثيرًا ويفتخر به.

وأردفت: "محمد كان دائمًا يتحدث عن الشهادة وكأنه على علم بأنه سيلتقى بـ"عبد الله" وكان يقول لي دائمًا: "سألقاه قريبًا، لن أتركه وحده".

في ذلك الصباح المشؤوم، عندما سقط "محمد" لم تكن زوجته قد أدركت بعد أن حلمه بلقاء "عبد الله" قد تحقق، ولكن مع مرور الوقت، وبعد أن هدأ ضجيج الطائرات وبات الحزن يخيم على المكان، أدركت أن زوجها قد التحق بنجله، وأنهما الآن معًا في مكان لا يصل إليه ظلم ولا قهر.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب المجازر بحق المدنيين والأبرياء العزل، خلّفت أكثر من 40 ألف شهيد وما يزيد عن94 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد عن 10 ألاف مفقود، وسط دمار هائل في القطاع، بحسب وزارة الصحة بغزة.

فلسطين أون لاين