في عصر الإنترنت، تكون الرقابة المشددة على هذا الفضاء أمر غاية بالأهمية، وذلك لمراقبة المحتوى الذي تحمله صفحات الشبكة والحفاظ على مستوى أخلاقي وقانوني معين.
ولكن ماذا عن شبكة افتراضية مخفية ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال متصفح مجهول الهوية، هل يمكن السيطرة على نوع المحتوى المتوفر عليها؟ هذه الشبكة المخفية تسمى "الويب المظلم" أو ما يعرف بالـ "دارك ويب".
والـ دارك ويب هو جزء مشفّر من الإنترنت، يكون غير مرئي لمحركات البحث مما يجعل الوصول إليه يتطلب أن يكون المتصفح المستخدم مجهول الهوية، وبحسب الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، فإن الويب المظلم يحتوي على كمّ كبير من المحتوى المحظور الذي لا يمكن العثور عليه في أي جزء آخر من الإنترنت.
ويعدّ الـ دارك ويب أشبه بمسرح للجرائم الإلكترونية المخفية عن العين، بحيث يضم العديد من القراصنة، ومجرمي الإنترنت، ومنفذي عمليات الهجوم السيبراني على الأشخاص والشركات.
كما تنشط فيه العمليات التي يعاقب عليها القانون في مختلف الدول، بيع وشراء المخدرات، والأسلحة، وتبادل المعلومات السرية، وجرائم الابتزاز، وعمليات بيع العملات المشفرة، وشراء أرقام بطاقات الائتمان، والاتجار بالبشر، وغيرها من الجرائم، كل ذلك بعيداً عن تعقب ومراقبة السلطات.
ويعدّ الويب المظلم جزءً صغيراً فقط من فضاء أكبر يدعى بالـ "الويب العميق"، إلا أن صفحات الإنترنت المظلم تستعمل تقنيات تشفير أكثر تعقيداً من الإنترنت العميق، ويقدّر باحثون أن حجم المحتوى الذي يوفره الإنترنت العميق، بما فيه الإنترنت المظلم، يفوق بكثير المحتوى العادي الذي نتصفحه عادة فيما يُسمى بالـ "إنترنت السطحي"، وفقاً للجزيرة نت.
وبالرغم من أن استعمال الإنترنت المظلم لا يعني دائماً وبشكل حصري الضلوع بأعمال غير مشروعة، إلا أن هذا الفضاء وباعتباره مرتعاً للقراصنة والمجرمين، قد يهددّ سلامتك في حال أردت الولوج إلى صفحاته، حتى بداعي الفضول.
إضافةً إلى أن محاولتك للولوج إلى إحدى صفحات هذا الإنترنت قد تضعك في محطّ الاشتباه، وبحسب الجزيرة نت، فإن ذلك قد يدفع الشركة التي تزودك بخدمة الإنترنت، بالإبلاغ عنك للجهات المختصة، وهو ما يمكن أن تتطور معه الأمور إلى زيارة منزلك أو استدعائك للتحقيق من قبل عناصر الشرطة.