عنف انتخابي أم نقد مشروع؟

mainThumb

01-09-2024 01:03 AM

printIcon

أخبار اليوم - شهدت الساحة الانتخابية مؤخراً حالة أثارت جدلاً واسعاً حول حدود حرية التعبير والعنف الانتخابي، تمثلت في التعليقات التي تعرضت لها إحدى المرشحات للانتخابات النيابية القادمة.
فبين من رأى أن هذه التعليقات تدخل في إطار النقد المشروع للبرامج الانتخابية، ومن اعتبرها تمثل نوعاً من العنف الانتخابي الذي يستهدف المرشحين، ويغذّي التمييز المناطقي، تباينت الآراء وتعددت التساؤلات حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.
بدأت القصة بعد أن أعلنت السيدة التي عُرفت ببساطتها وارتباطها ببيئتها الريفية، والتي تتمتع بخبرة قانونية من عملها بمحكمة غور الصافي، ترشحها لمقعد نيابي عن محافظة الكرك ضمن الكوتا النسائية، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية الأردنية.
تروي المرشحة في حديثها إلى «الرأي» قصتها عندما تقدمت بطلب الانضمام إلى عضوية أحد الأحزاب، حيث قدمت سيرتها الذاتية التي تضمنت خبراتها القانونية المتراكمة على مدار عشرين عاماً، بالإضافة إلى شهادات متنوعة في مجالات الطباعة ومكافحة التدخين. إلا أن هذه السيرة الذاتية التي كانت شاهداً على مسيرة حافلة تحولت إلى سلاح يستخدم ضدها.
تقول المرشحة أن موظفة في إحدى القنوات التلفزيونية نشرت جزءاً من سيرتها الذاتية التي حصلت عليها من الحزب المنتمية له، مركزة بشكل ساخر على شهاداتها في الطباعة ومكافحة التدخين، هذا النشر أثار موجة من التعليقات السلبية والتهكمية التي استهدفتها ولباسها وأصولها الريفية وإنجازاتها، متسائلة عن قدرتها على تولي منصب نيابي، وهي تحمل مثل هذه الشهادات.
وتلفت إلى أنها لا ترغب في تقديم شكاوى لأي جهة كانت خشية التأثير في دعايتها الانتخابية من جهة، والوقت لا يسعفها كي تتابع كل من أساء إليها ولأصولها ولباسها من جهة أخرى. وترى أن الريف يزخر بالكفاءات التي تستطيع أن تُسهم في بناء الوطن وتفتخر بهويتها وأصولها الريفية، وستظل وفية لثوبها وتراثها.
وفق ما صرحت به مدير وحدة تمكين المرأة في الهيئة المستقلة للانتخاب سمر الطراونة، فإنه عند تصنيف «العنف الانتخابي» يجب النظر إلى العناصر المُشكّلة له، وتتضمن هذه العناصر؛ الدافع وراء هذه التعليقات وتأثيره في نتائج الانتخابات، أو يشوه سمعة المرشحين.
وما إذا استهدفت المرشحون بسبب أنه رجل أو امرأة. وتأثير التعليقات على المرشحين، وعلى العملية الانتخابية وتراجع فرص الفوز.
وتوضح أن ما تعرضت له المرشحة يعتبر عنفاً انتخابياً بالمفهوم العام إذا ما نظرنا إلى العناصر الثلاثة، والتأثير هو من يحدد درجة العنف وما هي التدابير، فيما العنف الانتخابي أصبح له درجات، وحتى تستطيع الهيئة التحرك يجب أن تكتمل أركان الجريمة، وهذا لا يعني عدم عمل أي شيء، ويجب النظر إلى التعليقات وتأثيرها، وإذا كان هذا التأثير ينم على عنصرية معينة للمناطقية يجري التواصل مع صاحبه وطلب إزالته وإذ لم يستجب نطلب من المنصة الإلكترونية إزالته.