أخبار اليوم – صفوت الحنيني – لا تزال مفاوضات الحصول على هدنة الحرب في غزة جارية دون تقدم، فكلا الجانبين الفلسطيني والمتمثل في المقاومة، وعلى رأسها "حماس" لا تُريد أن تقدم التنازلات، وحكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو تحاول فرض سيطرتها العسكرية على القطاع في اليوم التالي لنهاية الحرب.
محللون سياسيون عرب قالوا، أن المفاوضات فقدت هويتها وهدفها، بعد شهور من بدايتها لتمسك الطرفين بشروطهما التي لا تلقى أي ترحيب من قٍبل أي طرف أخر.
المحلل السياسي المصري حاتم صابر قال أن مفاوضات الهدنة الأمريكية الإسرائيلية مع حركة حماس، جاءت لمحاولة كسب المزيد من الوقت وكسب المزيد من تحقيق الأهداف الخفية الإسرائيلية في المنطقة.
وأوضح العميد السابق في الجيش المصري في حديثه لـ "أخبار اليوم " أن ما يحدث ليس غريباً أو مخفياً، بل معلناً للرأي العام، وتشير إلى أن الإجراءات كلها التي اتخذتها حكومة الاحتلال بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة جاءت للاستيلاء على الضفة الغربية وتحويل الحلم الفلسطيني بإقامة دولة على حدود ما قبل 67 وعاصمتها القدس الشرقية تكاد تكون" إدراج التاريخ".
ودلل صابر في حديثه، على ما جرى بعد هجوم السابع من أكتوبر من أحداث، والتي تؤكد أن "إسرائيل" عازمة على توسيع رقعة الأراضي المستولى عليها على حساب الدولة الفلسطينية، لا سيما مع إفشال كافة جهود الهدنة والتواصل لوقف إطلاق النار خلال الأشهر الماضية.
وأكمل، أن مع مرور الشهر الثامن من العام الحالي، لم يكن هناك أي تقدم سواء عسكري من الناحية الإسرائيلية بتحرير الأسرى وهو لم يحدث حتى الأن أو من خلال المفاوضات، بالإضافة لحديث المرشح للرئاسة الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب الذي قال منذ أيام الدولة الإسرائيلية بوضعها الحالي تبدو ليست حجمها الطبيعي.
حديث ترامب جاء ليفسر نواياه الرئاسية التي يطمح إليها وهي زيادة الأراضي التي يُسيطر عليها الاحتلال، وأنه سيساعد "إسرائيل" للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال في حديثه لـ "أخبار اليوم " أنه لا يميل إلى فكرة أن هذه المفاوضات عبارة عن مسرحيات، بل أن الخلافات لا تزال كبيرة في محاور المفاوضات، بالإضافة كونها إجراءات لوجستية، فعلى سبيل المثال، فإن " إسرائيل" تريد أن تبقى بمحور فيلادلفيا لتقسم قطاع غزة وتسيطر عليه من الجهات كلها.
الحوارات أوضح، أن دوله الاحتلال تريد فرض العديد من الإجراءات على النازحين الغزيين من الجنوب إلى الشمال من خلال تفتيشهم بدقة، مما يعني أن معاناتهم ستزداد الأمر الذي يؤخر عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها.
وفي السياق ذاته قال الحوارات، أن جيش الاحتلال يُريد أن يُفكك حركة حماس "بشكل نهائي " وأن لا يكون لها وجود في اليوم التالي لما بعد الحرب، عوضاً عن أن الحلم " الإسرائيلي" يكمن في بقاء قوات عسكرية داخل أراضي قطاع غزة للسيطرة على المخارج والمداخل.
وأكمل أن حكومة الاحتلال تُريد أن تضع "فيتو" على بعض الأسماء من المعتقلين السياسيين الفلسطينيين، الأمر الذي يتعارض على ما تُريده حركة حماس التي تتطلع لانسحاب كامل للقوات " الإسرائيلية" وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى المتواجدين في سجون الاحتلال، معتبراً أن تلك الأسباب هي التي تؤخر المفاوضات من كلا الطرفين.
حماس ترى أن ورقة الرهائن ورقة قوية، ويمكن أن تجعل "إسرائيل" ترضخ لمطالبها، والتي تراه مطلباً وحقاً للشعب الفلسطيني، وهذا يعتبر صعب المنال لدى حكومة الاحتلال؛ مما يعرقل المسار التفاوضي أيضاً، حسب الحوارات.
الحوارات لفت في نهاية حديثه، إلى أن الضغوط التي تُمارسها الولايات المتحدة الأميركية على الدول العربية لكي تقنع حماس بالتراجع عن بعض الشروط، وأنها لا تقوم بالشيء ذاته مع "إسرائيل" يعتبر غير عادل، حيث تحاول أن تنقل تأثيرها في المفاوضات إلى مكاسب ونقلها للداخل الأميركي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية هناك.
المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور، وصف آلية المفاوضات وطريقتها بغير العملية وصعبة، ذلك لأنها شهدت "مماطلة " من قبل رئيس الحكومة " الإسرائيلية بنيامين" نتنياهو، بعد أن تراجعت أمريكا عن الإطار الذي وضعته، والذي صوت عليه مجلس الأمن.
واعتقد منصور أن المفاوضات فقدت قيمتها بفعل العوامل التي ذُكرت سابقا، فقد أصبحت أداة ضغط وابتزاز ومحاولة لفرض إملاءات تُغير المطالب، معتقدين أن العمل العسكري الجاري على أراضي القطاع يجب أن يُترجم على طاولة المفاوضات، فنتنياهو "يظن" أن حماس أصبحت في موقف صعب عسكري، فذلك يُجبرها على تقديم تنازلات على الطاولة الأمر الذي لم يحدث حتى الأن.