أخبار اليوم - تالا الفقيه - بعد صدور نتائج الثانوية العامة ٢٠٢٤، والتي بلغت نسبة النجاح العامة 63,1% فيما بلغ عدد الطلبة الناجحين 107941، وقد أعلنت الجهات الحكومية عن التخصصات الراكدة، في هذه الحالة أين سيتجه الطالب؟ وأين يكمن الخلل في عدم وجود مشاريع اقتصادية؟ ام أن عدد طلاب الجامعات كبير؟
في تصريح ل "أخبار اليوم " قال منسق الحملة الوطنية لحقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس أن السبب يعود إلى إعلان أكثر التخصصات الجامعية أنها راكدة ومشبعة إلى الوضع الاقتصادي المتراجع، حيث أن اعداد البطالة تزداد بشكل كبير ومخيف مقابل عدم توفر فرص عمل جديدة وعدم توفر مشاريع ضخمة تستوعب طاقات بشرية مؤكدا أن السبب الأكبر في تصنيف أغلب التخصصات بأنها راكدة يعود إلى عدم وجود مشاريع ضخمة، وهذا يؤدي دوراً كبيراً ومهم في الاقتصاد، وفي إتاحة فرص عمل للخريجين، ويخفف البطالة وبالتالي تصبح التخصصات مطلوبة.
وأضاف دعاس أن الجامعات خلال العشرين سنة الأخيرة أصبحت تتسابق على تخصصات معينة مثل الهندسة والطب، وكل جامعة رسمية وخاصة تفتح أقسام وتخصصات، مثل الهندسية المدنية والكهرباء والميكانيك والصناعية والميكاترونيكس والمحاسبة وإدارة أعمال؛ وبالتالي سيُخَرَّج أعداد كبيرة بسبب الطلب المتزايد عليهم من قبل المواطنين، موضحا أنه في حال كانت الجامعة تعاني أزمة مالية كانت تفتح تخصصات، حتى لو أن هذه التخصصات راكدة وغير مطلوبة في سوق العمل، ولكن هي الجانب المادي المهم بالنسبة للجامعات؛ وبالتالي كان الخيار للجانب المادي على حساب الموازنة بين حاجة السوق وعدد الطلاب الذي يتم قبولهم في مثل هذه التخصصات.
أما بالنسبة لثقافة المجتمع أوضح دعاس أن لها أبعاداً كبيرة وسلبية على الطالب حيث أن الأهالي يريدون ابنهم بأن يكون مهندساً أو طبيباً وبالتالي هذه التخصصات التقليدية تكرست كمفاهيم عند المواطنين أنها هي التي يجب أن تُخْتَار، وأنها هي التخصصات التي تتماشى مع سوق العمل، مؤكدا أنه ما زالت عقلية مجتمعنا حتى اللحظة تعاني إشكالية الإبقاء على "البرستيج".
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات قال أن التخصصات جميعهن في الأردن مشبعة، ولا توجد فرص عمل، الطب تخصص مشبع وراكد والهندسة والقانون والتاريخ والأدب والشريعة جميعها تخصصات راكدة أي أن المشكلة ليست بالتخصصات الراكدة المشكلة تكمن في أن التخصصات جميعه لا ترفع من قدرات الطالب على إيجاد العمل الخاص فيه حيث أصبح من الضروري أن يدرس الطالب في الجامعة مهارات حياتية تمكنه من إيجاد العمل الخاص فيه لتطوير مهاراته ليكون مؤهلاً للانخراط بسوق العمل، وليس بتصنيف التخصصات إلى تخصصات راكدة.
وأكد عبيدات أن الخلل في تصنيف أغلب التخصصات بأنها تخصصات راكدة، يعود إلى فلسفة الجامعات والمسؤولين حيث أن الجامعة ليست وظيفتها إيجاد عمل للخريجين الجامعات وظيفتها الأساسية اعداد الخريج للعيش في عالم متغير ولزيادة مهاراته وقدراته الحياتية.
وشدد عبيدات على ضرورة إتاحة فرص عمل للخريجين داخل بلدهم، فأصبح من الضروري أن يكون الاقتصاد جيداً يتيح مشاريع وفرص عمل عديدة، وأن يكون التعليم جيداً يقود إلى مهارات حياتية مرتفعة عند الطالب، مبينا الخلل يكون مزدوجاً في عدم وجود مشاريع اقتصادية وخلل في البرامج الجامعية.
وأشار إلى وجود فرص عمل كثيرة بالأردن فوجود 400,000 عامل أجنبي معنى ذلك أنه يوجد فرص عمل، ولكن المطلوب هو تطوير فرص العمل وتحسين مستوى فرص العمل وإعداد الشباب ليكونوا قادرين على ممارسة تلك الأعمال المتاحة.
وقدم ذوقان نصيحة لطلبة الناجحين بأن يكون توجههم في اختيار التخصص الذي يرغب فيه بغض النظر عن العقول الراكدة في المجتمع التي ترتفع أصواتها لتوجه معين، أي أن يبحث الطالب عن تخصص يرغب فيه، ويتطور من مهارته بحيث يكون له قدرة على الحوار والتواصل وإتقان اللغات الأجنبية وإتقان المهارات الرقمية والمهارات الحياتية هذه هي القدرات التي تجعل الطالب ناجحا في أي مجال يعمل فيه.
الناطق باسم وزارة التعليم العالي الدكتور مهند الخطيب قال ل "أخبار اليوم" أنه بعدما أُعلن عن مجموعة من التخصصات الراكدة، فإنه أصبح من الضروري أن يتجه الطالب إلى التخصصات الجديدة والمستحدثة التي سيُعْلَن عنها، وسيجدها ضمن رابط خاص على موقع القبول الموحد.
وأضاف الخطيب أنه يستطيع الطالب التوجه إلى التخصصات التقنية والتطبيقية في مرحلة الدبلوم المتوسط وهي بالمئات، مؤكدا أن جميعها مطلوبة في سوق العمل ومعلن عنها على موقع القبول الموحد قسم مرحلة الدبلوم المتوسط.