أخبار اليوم - أكد السفير البحريني لدى الأردن الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة، أن العلاقات البحرينية الأردنية أخوية وراسخة، تعززها الرؤية المشتركة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني، ويميزها الحرص المتواصل على التعاون في جميع المجالات، مدعوماً بالزيارات الرسمية المتبادلة وتوقيع وتفعيل الاتفاقيات، مثلما تجمع البلدين سياسة معتدلة مبنية على الاحترام المتبادل.
وأضاف السفير البحريني، إن العلاقات البحرينية الأردنية تتميز بتقارب الرؤى فيما يخص القضايا العربية والدولية، وتُشكل نموذجاً يُحتذي للعلاقات العربية، وتعزيز التضامن الأخوي ودعم العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية وتفعيل الشراكات العربية.
وأكد أن البلدين يتبنيان ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، مع تأكيد ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف، مشيرا إلى أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يؤكد أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتقديره للجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يبذلها الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، في دعم القضية الفلسطينية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى البرامج الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأشار إلى أن انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين في البحرين أخيرا، شكل حدثاً تاريخياً مهماً، حيث تزامن انعقادها مع مرحلة دقيقة ومهمة من تاريخ الوطن العربي، وتشهد فيها المنطقة أحداثاً وتطورات متسارعة، ما يستوجب تكثيف التشاور والتنسيق لتوحيد المواقف العربية ومواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل الحرب المدمرة على قطاع غزة وما خلفته من ضحايا ودمار ومآسٍ إنسانية.
ولعل ما ميّز هذه القمة هو تبني القادة العرب للمبادرات التي أعلن عنها ملك البحرين في القمة، والتي تضمنت الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين، ودعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، وتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي.
وأكدت القمة في بيانها الختامي أهمية العمل العربي المشترك في الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية.
وبين السفير أن التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين يشهد تطوراً متواصلاً وملحوظاً، حيث عقدت اللجنة العليا الأردنية البحرينية المشتركة دورتها الخامسة في المنامة في 5 كانون الثاني 2023، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، ووقع البلدان خلال اجتماعات اللجنة 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في قطاعات التجارة والعمل والتدريب المهني والصحة والبيئة والشباب وخدمات الشحن البحرية والجوية والمعلومات، وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكتين 92.2 مليون دينار بحريني العام الماضي، مسجلاً زيادة بنسبة 9 بالمئة.
وأضاف، إن الشراكة الاقتصادية بين المملكتين يعززها عضويتهما في الشراكة الصناعية لتنمية اقتصادية مستدامة، والتي استضافت البحرين نسختها الرابعة في مانون الثاني الماضي، كما شهدت الاستثمارات البحرينية في الأردن نمواً ملحوظاً، خاصة في قطاعات العقارات، والسياحة، والقطاع المالي، حيث تحتل مملكة البحرين المرتبة الثالثة في قائمة الدول العربية التي تستثمر بشكل مباشر في المملكة الأردنية الشقيقة.
وقال، إن قطاع التعليم يعد من المجالات المهمة للتعاون بين المملكتين، حيث يتلقى قرابة 1000 طالب بحريني تعليمهم في عدد من الجامعات الأردنية، وقد تم توقيع برنامج تنفيذي للتعاون التربوي خلال انعقاد اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة، وهناك خطط لمزيد من الاتفاقيات في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى التعاون الثقافي والتعاون بين دائرة المكتبة الوطنية الأردنية ومركز عيسى الثقافي في البحرين.
وفي قطاع السياحة، وقع البلدان الشقيقان اتفاقية للتعاون السياحي عام 2001، وهناك مشروع برنامج تنفيذي لتطوير هذا التعاون، حيث بلغ عدد السياح البحرينيين الذين زاروا الأردن العام الماضي حوالي 52 ألف سائح.
وأشار إلى أن الجالية الأردنية في البحرين تحظى بتقدير واحترام كبيرين من قبل المجتمع البحريني، بحكم العلاقات الأخوية التاريخية الممتدة بين البلدين، كما يُعرف المجتمع البحريني بانفتاحه وتقبله للآخر، ما يجعل الزائر والمقيم يشعر بكل ترحيب وتقدير واحترام.
واكد السفير البحرينية أن العلاقات البحرينية الأردنية تزداد قوة يوما بعد يوم، بفضل حكمة القيادتين والروابط التاريخية بين المملكتين، والشراكة البحرينية الأردنية التي تُحقق الخير والنفع للشعبين الشقيقين، مشيدا بالجهود الأردنية لمساعدة البحرينيين والتسهيلات المقدمة لهم، وتذليل أية صعوبات قد تواجههم أثناء تواجدهم على أراضي الأردن الشقيق.
(بترا)