اليوم وبعد الرحلة الصباحية التي اقترحها عبداللطيف الى الطفيلة وبعد أن اندمج مع اقاربه قررت أن استأنف السير لاتذوق المزيد من الجنوب واستغرق في تأمل المعالم والتضاريس واسهامات الإنسان في تشكيلها....
وعبر قرى رويم والعين البيضا والسلع والقادسية المطلة على ضانا وصلنا إلى الشوبك واستدرنا نحو القلعة الرابضة وسط التلال مثل بعير اونيخ للتو.
في القرية التي تلتف بيوتها العتيقة المهجورة حول سفح الجبل المطرز بالكهوف يجثم أصغر فنادق العالم الذي أقامه احد ابناء الشوبك من سيارة فولكس فاجن قديمة اقام صديقنا الدكتور محمد الكريمين الخصبة فندق جميلا بعدما رمم الكهوف الثمانية وجهزها لتوفير تجربة إقامة فريدة تعيد من يعيشها الى حياة الإنسان الأول التي يمتزج فيها القديم مع الحديث والسلامة مع الراحة والإثارة مع الأمان...
في جولة اليوم أدركت حجم الفرق الذي يمكن ان يحدثه الإنسان المجد الواعي في محيطه وفي حياة الاخرين وصورة المكان واهله....
الإضافة التي أحدثها محمد الكريمين تعيد لقرية الجايه الحياة التي فقدتها وتقدم شواهد دامغة على ما يقصد بمفهوم تنويع المرافق و الخدمات السياحية الذي طالما تحدثت عنه برامج وخطط المشجعين والمنشطين...
تحية للاهل في الجنوب وللدكتور الكريمين على هذا الجهد المميز والعمل الريادي الخلاق...
*الدكتور صبري ربيحات