سجلت أبرز أسواق المال الأوروبية وأسهم القطاع المصرفي تراجعاً عند بدء جلسات التداول، اليوم الإثنين، رغم صفقة الاستحواذ على مصرف كريدي سويس الهادفة إلى تجنب أزمة جديدة في القطاع المصرفي العالمي.
واستحوذ بنك "يو بي إس" الأكبر في سويسرا، أمس الأحد، على منافسه "كريدي سويس" الذي يواجه أزمة خطيرة، بعد مفاوضات شاقة، في حين أعلنت الحكومة توفير ضمانات كبرى أملاً بتجنّب أزمة حادة وباستعادة "ثقة" المستثمرين في العالم أجمع.
ومن الخزانة الأمريكية إلى المصرف المركزي الأوروبي، سارعت جهات عدّة إلى الترحيب بالخطوة خشية حصول اضطرابات جديدة في الأسواق التي أضعفها إفلاس "سيليكون فالي بنك" في الولايات المتحدة.
هبوط المؤشرات
وتراجع أبرز مؤشر في بورصة لندن بنسبة 1.1% ليصل إلى 7.258.31 نقطة، وفي منطقة اليورو تراجع مؤشر بورصة فرانكفورت 1.0% ليصل إلى 14.617.00 نقطة، ومؤشر بورصة باريس بنسبة 0.8% إلى 6.868.51.
وسجل بنك "بي إن بي باريبا" تراجعاً بنسبة 8.2% ودويتشه بانك بنسبة 10.9%، وانهار سهم كريدي سويس بنسبة 63.70% عن سعر استحواذ يو بي إس عليه في صفقة بقيمة 3 مليارات دولار، كما تراجع سهم "يو بي إس" بنسبة 8.77% في البورصة.
وهبط المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.8%، بعدما سجل أكبر خسارة أسبوعية خلال العام الجاري يوم الجمعة الماضي، كما هبط مؤشر القطاع المصرفي 5.8% في التعاملات المبكرة.
وخسرت أسهم كومرتس بنك 8.5% بينما خسرت أسهم جنرال الفرنسي حوالي 7.5%، وهوى سهم ستاندرد تشارترد لقاع المؤشر فايننشال تايمز 350 مسجلاً خسارة نسبتها 7.7%، فيما هوت أسهم ناتوست وباركليز 7.8% و7.4% على الترتيب.
تراجع النفط وارتفاع الذهب
ومن جهتها، واصلت أسعار النفط العالمية تراجعها في مستهل تعاملات الأسبوع الجديد اليوم ليتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي إلى أقل من 65 دولار للبرميل، في ظل تزايد المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن أسعار العقود الآجلة للسلع ما زالت تتراجع رغم تدخل السلطات السويسرية لاحتواء أزمة بنك كريدي سويس وموافقة بنك يو.بي.إس على شراء البنك المتعثر بنحو 3.24 مليار دولار. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.1% إلى 65.31 دولار للبرميل، في حين تراجع خام برنت القياسي للنفط العالمي بنسبة 1.9% إلى 71.61 دولار للبرميل.
وفي المقابل، ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.1% إلى 1990.68 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوياته منذ مارس(آذار) العام الماضي، معوضاً جزءاً من الخسائر التي سجلها في وقت سابق مع عودة المخاوف بشأن القطاع المصرفي العالمي إلى الواجهة.
وقفزت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 2% إلى 2012.50 دولار، وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت 10% أو حوالي 180 دولاراً، بسبب ارتفاع الطلب عليه كملاذ آمن بعد انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي في وقت سابق من الشهر، والذي تسبب بدوره في أزمة لبنك كريدي سويس الذي تأسس قبل 167 عاماً.
وزاد الدولار 0.1% مما يجعل المعدن الأصفر باهظ التكلفة للمشترين في الخارج، وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، لم يطرأ تغير يذكر على سعر الفضة في المعاملات الفورية عند 22.59 دولار للأونصة، بينما خسر البلاتين 0.5% إلى 970.53 دولار، ونزل البلاديوم 0.8% إلى 1407.70 دولار.
لا تأثير يذكر
وفي سياق متصل، أعلن البنك الأهلي السعودي، المساهم الرئيسي في مصرف "كريدي سويس"، أن التغيير في قيمة استثماره لن يؤثر على أرباحه وخططه المالية لسنة 2023، بعدما استحوذ مصرف "يو بي إس" على منافسه السويسري الذي يواجه أزمة.
وذكر البنك السعودي في بيان نشر على موقع البورصة السعودية (تداول)، أنّ "أي تغيير في القيمة العادلة للاستثمار في مجموعة كريدت سويس لن يؤثر على توقعات وخطط البنك المالية لسنة 2023"، مشدداً على "أنه لا يوجد أي تأثير على أرباح البنك".
وذكر البنك السعودي أنّه قام باستثمار 5.5 مليار ريال (1.47 مليار دولار) بما يعادل 9.88% في مجموعة كريدت سويس كجزء من مشاركته في عملية زيادة رأس المال، وأوضح أنّ الاستثمار في مجموعة كريدي سويس أقل من 0.5% من إجمالي أصوله التي تزيد عن 945 مليار ريال (252 دولار) و1.7% من قيمة محفظة البنك الاستثمارية في ديسمبر(كانون الأول) الماضي.
وأشار البنك السعودي إلى أنه "يتمتع برأس مال قوي وسيولة جيدة أعلى من المتطلبات النظامية. في الوقت الذي تُعد فيه المملكة العربية السعودية من بين أسرع الدول نمواً ضمن مجموعة العشرين"، وأكّد "يواصل البنك الأهلي السعودي تركيزه على استراتيجيته الأساسية والاستفادة من فرص النمو المحلية".