قالت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدكتورة رائدة القطب، إن أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا، أنها أظهرت أهمية وجود خطط التأهب والاستجابة لدى الدول والأنظمة الصحية تحسبا لأي طارئ صحي.
وبحسب بيان صادر عن المركز اليوم الاثنين، جاء ذلك خلال عرض قدمته الدكتورة القطب، عبر تقنية الاتصال المرئي، خلال جلسة نقاشية تفاعلية بعنوان "الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 من وجهة نظر الدول"، خلال مشاركة المركز في المؤتمر الإقليمي بعنوان "نحو أنظمة صحية مرنة بعد جائحة كورونا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، الذي نظمه منتدى السياسات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريفيا في القاهرة بالفترة 18-19 من شهر آذار الحالي.
وأضافت القطب، خلال عرضها للدروس المستفادة وفقا للتجربة الأردنية، أن الجائحة أكدت أن الصحة هي حجر الأساس في عملية التنمية، وأن التعاون القوي والتنسيق متعدد القطاعات له دور مهم في وجود قطاع صحي أفضل، خاصة في مجال استخدام البيانات الآني ومشاركتها بين الجهات ذات العلاقة، فضلا عن أهمية الاستثمار في مجال الوقاية من الأوبئة، وضرورة وجود جهة إعلامية صحية مرجعية في حالات الطوارئ لتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الدقيقة والعلمية في وقتها بهدف محاربة المعلومات الخاطئة والمضللة، إضافة للاستماع وإشراك المجتمعات المحلية في الأمور المتعلقة بصحتهم ، فضلا عن أهمية تطوير الإطار التشريعي في حالات الطوارئ.
وتضمن العرض الذي قدمته القطب، تجربة الدولة الأردنية في الاستجابة لجائحة كورونا، وتداعياتها الصحية وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن تأثيراتها على قطاع التعليم، بالإضافة للخطوات القادمة التي يتم العمل عليها ضمن نظام المركز، منها "التنسيق بين المؤسسات المعنية للاستجابة للأوبئة في المستقبل، وتحديث السياسات الصحية والأدلة الإرشادية وإجراءات العمل القياسية، وتطوير وتفعيل حوكمة النظم الصحية المتعلقة بها".
وتأتي مشاركة المركز في المؤتمر استكمالا لتنفيذ بنود استراتيجية المركز التي تهدف إلى تعزيز قدرة المملكة على إدارة الأوبئة، وتحقيق الأمن الصحي، ودعم جهود رصد الأمراض والاستجابة لها وتطوير السياسات والقرارات الصحية المبنية على الأدلة.
وهدف المؤتمر الإقليمي، الذي نظمه منتدى السياسات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدعم من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى تبادل المعلومات حول العبء الصحي والاقتصادي لـجائحة كورونا، بالإضافة إلى وصف التحديات والثغرات واقتراح إصلاحات لتعزيز قدرة الأنظمة الصحية على الاستجابة للأوبئة في المستقبل.
وركزت جلسات المؤتمر الحوارية، على قضيتين أساسيتين وهما المساواة في الوصول إلى الخدمات الصحية، وفعالية حوكمة النظم الصحية استنادا إلى التجارب الدولية.
بدورهم، أبرز المشاركون أن الأسباب الجذرية لعدم المساواة ترتبط إلى حد كبير بالمحددات الاجتماعية للصحة، وأن معالجتها تتطلب حوكمة جيدة تعزز بناء القدرات لتقوية مؤسسات الدول من خلال السياسات الصحية القائمة على الأدلة.
--(بترا)