أخبار اليوم - طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بلجنة تحقيق دولية للنظر في ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وصفتها بالفظيعة والوحشية في حق الأسرى الفلسطينيين.
وقالت حماس -في بيان- إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في حق آلاف المختطَفين من قطاع غزة في قاعدة سدي تيمان، وما يمارس ضدهم من تعذيب ممنهج يؤكد طبيعة إسرائيل المارقة على القيم الإنسانية.
وأكدت الحركة أن هذه الجرائم تستدعي تدخلا دوليا فوريا لوقفها، وإضافتها إلى ملف جرائم الحرب والإبادة للكيان الصهيوني في كل من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.
وشدد بيان الحركة على ضرورة أن تتوجه أنظار العالم والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية نحو معتقلات الاحتلال والمغيّبين فيها، لمتابعة أوضاعهم ومصيرهم المجهول.
الإبادة الصامتة
ومن جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري إن إبادة صامتة للفلسطينيين تُرتكب داخل السجون الإسرائيلية.
وأضاف -خلال مداخلة مع الجزيرة- أن جميع الأسرى الذين خرجوا من معسكر سدي تيمان ظهرت عليهم آثار واضحة للتعذيب والتنكيل.
وأكد الزغاري أنه حتى الآن لم تفتح أي جهة دولية تحقيقا جادا في عمليات التعذيب التي تقترفها قوات الاحتلال.
محاسبة الجنود
وتعليقا على الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، شدد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن تقوم المؤسسة العسكرية في إسرائيل بمحاسبة جنودها إذا ارتكبوا أخطاء، وفق تعبيره.
وقال دوجاريك إن المفوضية السامية لحقوق الإنسان ستصدر تقريرا بشأن وضع المحتجزين الفلسطينيين في مواقع مختلفة في إسرائيل.
ومساء أمس الاثنين، اندلعت مواجهات بين الجنود ومحققي الشرطة الإسرائيلية بعد وصولهم إلى معسكر سدي تيمان قرب بئر السبع في النقب (جنوب) بعد أن أعلن المتحدث العسكري فتح تحقيق للاشتباه في تنكيل خطير بأحد الأسرى، في المعسكر الذي قالت تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إنه يشهد عمليات تعذيب واسعة ضد المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأوقفت الشرطة العسكرية 9 من أصل 10 جنود مشتبه بهم في انتهاك جنسي لأحد المعتقلين الفلسطينيين. واندلعت صدامات بين عناصر الشرطة العسكرية وقوات من وحدة جنود الاحتياط المشتبه في تعذيبهم الأسرى بعد أن حاولوا منع توقيف الجنود للتحقيق معهم.
وتم نقل الجنود المتهمين لاحقا من معسكر سدي تيمان إلى قاعدة بيت ليد، التي تعرضت بدورها لاقتحام شارك فيه مسؤولون، مما أثار دعوات إسرائيلية لإزالة المتطرفين اليمينيين من السلطة.
وقد كشفت هآرتس عن معطيات للجيش تُظهر أنه يُجري تحقيقات جنائية مع جنود في 48 حالة موت لفلسطينيين، معظمهم أسرى اعتُقلوا من غزة وتوفي 36 منهم في معسكر سدي تيمان.
ومنذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا تدهورا في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا على غزة خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.