أخبار اليوم - كشف اختصاصي طب وجراحة الفم والأسنان الدكتور معين حداد عن أهم أسباب انتشار أمراض اللثة في المملكة مبينا أن بعض الدراسات والدراسات الأولية تشير إلى معدلات مقلقة.
وأشار أن نقص العناية بنظافة الفم والتدخين والتغيرات الهرمونية وسوء التغذية وبعض الحالات الطبية وغيرها هي من أهم أسباب انتشار أمراض اللثة لدينا.
وأضاف حداد أنه وفق دراسة أجريت عام ٢٠١٩ على مراجعين عيادة تشخيص أمراض الفم في الجامعة الأردنية، فإن ٧١.٥٪ يعانون من التهاب اللثة، و ١٠.٩٪ يعانون من التهاب الرباط الضام اللثوي، فيما أشارت وثيقة صادرة عن وزارة الصحة الأردنية عام ٢٠١٨ إلى أن أمراض اللثة من أكثر أمراض الفم شيوعاً في الأردن.
وتابع بأن هناك عوامل معينة تسبب مشاكل اللثة في المملكة، كتراكم البلاك الناتج عن نقص العناية بنظافة الفم، والتدخين الذي يقلل من تدفق الدم إلى اللثة ويضعف جهاز المناعة، مما يجعل من الصعب على الجسم مكافحة عدوى اللثة، والتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى اللثة وجعلها أكثر عرضة للالتهاب، بالإضافة لبعض الحالات الطبية مثل السكري وأمراض المناعة الذاتية، وتناول بعض الأدوية.
ونوه حداد إلى أن الجينات قد تلعب دورا في خطر الإصابة بأمراض اللثة، كذلك سوء التغذية ونقص بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين سي، و مشاكل تقويم الأسنان، بالإضافة لجفاف الفم الذي يؤدي نقص تدفق اللعاب، مما يساعد على تنظيف الفم ومنع نمو البكتيريا، ناهيك عن نقص الوعي بخطورة أمراض اللثة وأهمية العناية بنظافة الفم، قلة تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط.
وعن الفئات المعرضة لالتهابات اللثة بشكل أكبر، أوضح أن أهمها مرضى السكري، فارتفاع نسبة السكر في الدم يضعف جهاز المناعة ويجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى، بما في ذلك التهابات اللثة، ومدخنو السجائر، لأن التدخين يقلل من تدفق الدم إلى اللثة ويؤثر سلبًا على قدرتها على الشفاء، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات.
وأكد أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، أو الذين يتناولون أدوية تثبط الجهاز المناعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات اللثة، بالإضافة للحوامل، والأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية مثل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأدوية القلب، ومن يعانون من مشاكل في الأسنان، وكبار السن.
وفيما يتعلق بارتباط التهاب اللثة وأمراض أخرى كثيرة، اعتبر حداد أن الأمر قد يبدو مفاجئا للبعض، فهناك ارتباط قوي ما بينهما، لأن البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة يمكن أن تدخل مجرى الدم وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مختلفة.
ومن الأمراض التي قد تسببها التهابات اللثة وفق حداد، فهي أمراض القلب والأوعية الدموية، والالتهابات المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الأمعاء، وأمراض الرئة، ومرض السكري، والسرطان، ومشاكل الحمل كخطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، والتأثير على الجهاز المناعي حيث تقل القدرة على مقاومة الأمراض الأخرى.
وبخصوص أعراض مشاكل والتهابات اللثة كما بينها، فهي نزيف اللثة أثناء التنظيف بالفرشاة أو الخيط، واحمرار وتورم اللثة، ورائحة الفم الكريهة، وطعم سيء في الفم، وحساسية الأسنان، وتراجع اللثة عن الأسنان، وجود فراغات بين الأسنان.
ونبه حداد إلى أن الاهتمام بمشاكل اللثة يؤدي إلى الحفاظ على الأسنان واللثة الصحية تدعم الأسنان وتحميها من التسوس والوقوع، وتحسين المظهر، والوقاية من الأمراض الخطيرة، وتحسين جودة الحياة.
ودعا المواطنين إلى العناية بالفم عن طريق استخدام الفرشاة والخيط بانتظام، وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، والسيطرة على الأمراض المزمنة، و اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والإقلاع عن التدخين.
وحذر حداد من أن إهمال علاج التهابات اللثة يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة الفموية والجسمية بشكل عام، منها التهاب دواعم السن، وفقدان الأسنان مع تدمير الأنسجة والعظام، والعدوى البكتيرية، ورائحة الفم الكريهة، ومشاكل في التغذية، وألم وتورم اللثة.
الرأي