أخبار اليوم - ما بين يومي 10 و24 أكتوبر 1964، احتضنت العاصمة اليابانية طوكيو الألعاب الأولمبية الصيفية بدورتها الثامنة عشرة. وقد شهدت أولمبياد طوكيو 1964 مشاركة 5137 رياضيا حضروا لتمثيل 93 دولة. بهذه الأولمبياد التي افتتحها الإمبراطور هيرو هيتو (Hirohito)، حصلت الولايات المتحدة الأميركية على المركز الأول، حيث حصدت 90 ميدالية كانت من ضمنها 36 ذهبية و26 فضية و28 برونزية.
وقبل بداية أولمبياد طوكيو 1964، عاشت دولة البيرو خلال شهر مايو من العام نفسه على وقع حمام دم أودى بحياة المئات. وقد سقط هذا العدد الكبير من القتلى في خضم مباراة كرة قدم بين البيرو والأرجنتين لتحديد المتأهل لدورة كرة القدم بالألعاب الأولمبية الصيفية.
هدف ملغى وتدافع
يوم 24 مايو 1964، استضاف ملعب البيرو الوطني (Estadio Nacional) بالعاصمة ليما مباراة مصيرية بين البيرو والأرجنتين. وقد كانت هذه المباراة حينها ذات أهمية كبيرة للبيرو التي احتلت المركز الثاني واحتاجت للنصر للمحافظة على هذا المركز قبل المواجهة الأخيرة والصعبة التي كانت تنتظرها أمام البرازيل. ولهذا السبب، احتشد ما يزيد عن 50 ألف متفرج داخل الملعب لمتابعة اللقاء.
وطيلة اللقاء، تقدمت الأرجنتين بهدف لصفر. وقبل ستة دقائق عن نهاية المباراة، أحرزت البيرو هدفاً أقدم الحكم أنجل إدواردو بازوس (Ángel Eduardo Pazos)، المنحدر من الأوروغواي، على إلغائه. أثار قرار الحكم حالة من الغضب في صفوف جماهير البيرو التي عمدت لاجتياح الميدان.
وأمام هذا الوضع، باشر أفراد الشرطة بإلقاء القنابل المسيلة للدموع تجاه المدرج الشمالي من الملعب لمنع نزول مزيد من الجماهير للميدان. وقد أدى ذلك لحالة من الذعر بين الجماهير التي تدافعت بشكل هستيري نحو إحدى البوابات المغلقة. وأثناء عملية التدافع، حوصر المتفرجون الذين تواجدوا قرب البوابة وتعرضوا للدهس والاختناق قبل أن تتمكن الجماهير من كسر البوابة والخروج من الملعب بنهاية المطاف.
حسب المسؤولين بالبيرو، أسفرت عملية التدافع داخل ملعب البيرو الوطني يوم 24 مايو 1964 عن مقتل 328 شخصاً وإصابة 500 آخرين. وخارج الملعب، تواصلت أعمال العنف والشغب حيث عمدت الجماهير الغاضبة لمهاجمة المحلات التجارية والممتلكات الخاصة لتشهد بذلك شوارع العاصمة ليما عملية كر وفر بين الجماهير الغاضبة ورجال الأمن.
بسبب عدد الضحايا المرتفع، صنفت عملية التدافع يوم 24 مايو 1964 كأسوأ كارثة بتاريخ كرة القدم حيث تفوقت الأخيرة، من حيث عدد الضحايا، على كارثة هيلسبرغ (Hillsborough) وحريق برادفورد وكارثة إبروكس عام 1902.