أخبار اليوم - قال مدير اثار مادبا عبدالله البواريد ان موقع المريغات الأثري في محافظة مادبا يقع إلى الجنوب من بلدة ماعين على بعد حوالي 12 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة مادبا ،ويحتوي الموقع على مجموعة من أنصاب حجرية تعرف باسم أنصاب الدولمنز ،ويوجد مجموعة من الحجارة المنتصبة أو ما يعرف بالحجر المنصوب ،ويعتقد أن هذا الموقع شعائري ديني بدليل وجود ما يشبه المعبد بالقرب من قبور الدولمنز ،ومن المرجح أن هذا الموقع يؤرخ إلى العصر الحجري النحاسي أو العصر البرونزي المبكر حيث يتألف من بقايا معالم معمارية دائرية مستطيلة الشكل ذات أرضيات مرصوفة بالحجارة وحقول من الدولمنز والنصب الحجرية كما تنتشر حولها العديد من الأدوات الصوانية حيث تتمركز قبور الدولمنز على التلال، كذلك توجد بعض القبور إلى الشمال والجنوب من التلال. أما القرية الأثرية فتقع في المنطقة المنخفضة الصخرية القريبة من طريق زرقا ماعين .
واضاف البواريد يعتبر موقع المريغات من المواقع المهمة والنادرة في محافظة مادبا التي تحتوي على مجموعة من حقول الدولمنز والأنصاب الحجرية، وهو واحد من أفضل الأمثلة على هذا النوع من المواقع؛ لوجود ما يعرف بالقرية والمعبد والأنصاب الحجرية في رقعة جغرافية واحدة.
وقد زار هذا الموقع العديد من الرحالة مثل كوندر عام 1889 ونيلسون جلوك ، والذين أرخوا الموقع إلى فترة العصر الحجري النحاسي بالإضافة إلى وجود العديد من الكسر الفخارية التي تعود إلى فترة العصر البرونزي المبكر الدور الرابع والبرونزي المتوسط الدور الأول ومن الواضح أن الموقع الشعائري يعود إلى العصر النحاسي وقد أعيد استخدامه في فترات لاحقة.
وقال البواريد قامت دائرة الآثار العامة بالعديد من أعمال المسوحات والتنقيبات الأثرية في الموقع بالتعاون مع البعثات الأجنبية، وكانت أول هذه المسوحات عام 1992 بالتعاون مع جامعة أريزونا، واستمرت هذه المسوحات الأثرية في الموقع حتى عام 2001.
كذلك أجرت دائرة الآثار العامة بالتعاون مع جامعة كوبنهاجن من الدنمارك أعمال تنقيب في الموقع بإشراف الدكتورة سوزان رتشرد وكان الموسم الأول من أعمال التنقيب في عام 2014 حتى 2024 وكان الهدف منها توثيق الموقع وإجراء المزيد من الحفريات للكشف عن هذا الموقع الهام، و إلى فهم أفضل لهذا النوع من المواقع النادرة.
واضاف البواريد نتيجة لتعرض موقع المريغات للعديد من الاعتداءات من قبل نشاط الكسارات بالقرب من الموقع الأثري منذ سبعينيات القرن الماضي قامت دائرة الآثار العامة بالعديد من الإجراءات لحماية هذا الموقع الأثري منها استملاك وتخصيص كافة قطع الأراضي التي تحيط به وتحتوي على قبور الدولمنز وكان ذلك عام2020 وبدعم من مجلس محافظة مادبا وبمبلغ 200 ألف دينار تمهيدا لوضع الموقع على الخطط المستقبلية لمديرية آثار محافظة مادبا من خلال عمل محمية خاصة تحتضن هذا الموقع الأثري وما يحتويه من معالم فريدة حيث تقدم نوع جديد من السياحة يختص بقبور الولمنز . كذلك قامت دائرة الآثار العامة بوقف كافة أعمال نشاط الكسارات الواقعة إلى الشمال من الموقع الآثري وعدم إعطاء أي تصريح لعمل الكسارات إلا على بعد 1كم من الموقع الأثري وحسب قانون الآثار رقم 21 لسنة 1988 وتعديلاته ، والذي ينص على حظر اي نشاط صناعي بالقرب من المواقع الأثرية على مسافة تقل عن 1كم ،وذلك للحفاظ على الموقع الأثري ومنعاً لاستمرار التشوه البصري للمكان المحيط بالموقع.